ضيف هذا العرض، المفكر المغربي محمد سبيلا، من خلال مؤلفه الممتع الذي يحمل عنوان: “زمن العولمة.. فيما وراء الوهم”، والصادر عن دار النشر توبقال (الدار البيضاء). ويُعرف عن سبيلا، كونه أحد المفكرين العرب الذين اشغلوا كثيرا على إشكالية الحداثة والتحديث، من سلسلة من الكتب والمقالات والترجمات التي ساهمت بالتأكيد في إغناء النقاش في المجال التداولي الإسلامي العربي حول هذه المفاهيم وغيرها طبعا، كما نقرأ في عناوين بعض مؤلفاته: مدارات الحداثة، الإيديولوجيا: نحو نظرة تكاملية، الفلسفة الحديثة من خلال النصوص، المغرب في مواجهة الحداثـة، الحداثة وما بعد الحداثة.
من ضمن المفاهيم التي اشتغل عليها المؤلف أيضا، موضوع العولمة، كما هو جلّي في كتابه “زمن العولمة”، وافتتحه بالتوقف عند العديد من الأسئلة الدقيقة، منها سؤال “العلم والفكر”، نقلا طبعا عن قول مأثور للفيلسوف الألماني مارتن هايدغر، من أن “العلم لا يفكر” (ظهرت الفكرة لأول مرة لدى هايدغر في محاضرة ألقاها في جامعة فريبورغ سنة 1952 ثم تواترت في العديد من كتاباته)، حيث يُلاحظ سبيلا في هذا الصدد أن العلم يضمر بعدا فلسفيا لا يعيه. وربما كان العلم في حد ذاته هو المثال النموذجي لتصور فلسفي معين للعالم قوامه تصور مواضعاتي يعتمد تدخل الإنسان في الطبيعة بهدف تسخير مواردها وتدجين ظواهرها، والتحكم في مساراتها وتعريتها بالكشف عن العلاقات الكمية القابلة للقياس والحساب والتكميم.
إن العلم بطبيعة نوع تفكيره لا يمكن أن يعي مضمراته الفلسفية كما لا يمكنه أن يتحكم في مستثمراته الإيديولوجية، يضيف المؤلف، وهو ـ العلم ـ بهذا المعنى لا يفكر، أي لا يعي مصادراته الفلسفية، وصورة العالم الكامنة فيه، ونموذج إرادة القوة المتحكمة فيه، ولا يعي القوى الدافعة المحركة له ولا القيم الأخلاقية والاجتماعية والسلطوية المضمرة فيه، كما أنه اليوم هو نموذج الحقيقة ومصدر المشروعية السياسية العصرية على الأقل، لأن السياسة الحديثة تستلهم العالم كنموذج للثقافة السياسية ذاتها.
على صعيد آخر، إذا كان العلم لا يفكر (التفكير الفلسفي تحديدا)، فإنه أيضا لا يفكر تفكيرا أخلاقيا، مادامت المقاصد الروحية والغايات الأخلاقية المضادة لا تدخل في صلب مشاغل العالم واهتماماته، وذلك ابتداء من منطلقاته المنهجية ذاتها، ومن فضله منذ البداية بين حكم الواقع وحكم القيمة، وبين القبليات والبعديات، وبحكم استبعاده لأي منظور غائي، يبقى العلم في عمقه بحثيا وكشفيا، ووصفيا وتشريحيا، أما القيم الإيديولوجية (الواردة من مجال الحاجيات الاجتماعية)، والقيم الميتافيزيقية (المتولدة عن الحاجات الميتافيزيقية للإنسان عامة)، فإنها مجالات قِيَم ومعنى لا تدخل في صلب اهتمامات العالم بمعناه الحديث.
استشراء العنف والوحشية
تأسيسا على تغييب التفكير الأخلاقي لدى العلم والعلماء، يَخلُص المؤلف إلى أن ثقافة هذا العصر، الثقافة الجماهيرية السمعية البصرية الخاضعة لتوجيه المركبات الصناعية والعسكرية والتجارية الكبرى في العالم، لم تساهم وحسب في إضفاء الطابع الدرامي على صورة العالم اليومية، بل جعلت الدراما والمأساة والدم والدموع والآلام والعنف عامة مشهدا عاديا وطبيعيا ومألوفا، حيث أصبح الخير والسعادة والسلم هي الاستثناء، مضيفا أن إخضاع المشاعر الإنسانية (النبيلة منها والوضيعة) للدائرة الميركانتيلية، دائرة الكسب والربح، يقتضي ويمر عبر إضفاء الطابع الدرامي عليها ابتداء من مسلسلات التلفزيون وأفلامه إلى نشرات الأخبار إلى الجرائد والمجلات المتداولة. كل هذا المركب الإعلامي الصناعي السياسي يتضافر ليصوغ صورة دراماتيكية عن العالم. (هذا ما كنا نعاينه سلفا في الإعلام الغربي، وأصبحنا في المجال التداولي العربي نموذجا، نعاينه بشكل جلي في أغلب الفضائيات العربية وحتى الإسلامية).
والمريب والمؤسف في آن، أن نجد لهذه الصورة سندها ومرتكزها من جهة بضاعة إعلامية ثمينة، لكنه من جهة ثانية انعكاس لوضع بشري جديد أصبح فيه العنف إعلاميا وعموميا في الوقت نفسه؛ فالذي حصل حسب سبيلا، أن التوازن التقليدي بين النوازع العدوانية في النفس البشرية، التي تزكيها أو تشعلها أو تلهب أوارها مكاسب اقتصادية أو سيطرة سياسية أو استتباع إيديولوجي، وبين الكوابح الحضارية ضد استشراء العنف والوحشية التي تختزلها القيم الدينية والمنظومات الأخلاقية، قد اختل نهائيا لصالح الغرائز والدوافع البهيمية، تزامنا مع خسوف قوة المنظومات الفكرية التقليدية أو تضاؤل تأثيرها تحت تأثير ثقافة أخرى هي ثقافة النجاعة والمردودية والفعالية المرتبطة بالتقدم التقني، حيث زادت التقنية من قوة الإنسان فردا وجماعة ونوعا، وتناغم هذا التزايد مع انشحاذ القوة البهيمية بارتفاع المحظورات وانبساط القيم واستوائها.
يمكن تلخيص نقد محمد سبيلا للتقنية والرأسمال كما يلي: تحويل كل شيء إلى أداة نافعة وقابلة للاستعمال، أي أنها تنتشر وتشرع لعلاقة نفعية واستعمالية مع كل الأشياء، بما في ذلك البشر كشيء متميز بين الأشياء. أما رأس المال، فهو القوة أو العلاقة التي تحول كل شيء إلى بضاعة قابلة للتبادل، وبذلك يخلق نمط آخر لعلاقة الإنسان بالعالم وهي العلاقة التبادلية أو السلعية المُعَمّمة، وعندما ينعدم هذان الفاعلان الكونيان- بعد فترة تشويش استمرت زهاء السبعين سنة من القرن الماضي- فإن الكرة الأرضية تصبح مسرحا لألعاب القوى بالمعنى الحرفي للكلمة، أي ألعاب الموت والدمار، وذلك في انتظار دليل عكسي على ذلك.
فواعل حركة العولمة
يُلخّص سبيلا أهم الفواعل الأساسية لحركة العولمة في الظاهر في الإنسان، وبالتحديد الإنسان الغربي (الأوروبي- الأمريكي) المتفوق تكنولوجيا، كما أن المتأمل في حركية التاريخ المعاصر يتبدى له أن الإنسان ذاته منجز في هذه الحركة. فالتقنية تستقل تدريجيا عن الإنسان، خاضعة لمنطقها الداخلي الذي هو تلاحق الاكتشافات وتراكم القوى، كما أن إرادة القوة التي تحكم ماهية التقنية تتحول هي ذاتها مرتدة على ذاتها متخذة ذاتها غاية لذاتها وفق ما سماه هايدجر “إرادة الإرادة”، أي تداعي القوة وانزلاقها القسري نحو اكتساب ومراكمة المزيد من القوة، ولذلك يبدو أحيانا أن الإنسانية ذاتها هي أشبه ما تكون بريشة في مهب رياح التقنية العاتية التي لا تبقي ولا تذر.
ويوجز المؤلف أيضا أهم نتائج ما يصفه بـ”التحالف المقدس” بين التضخم اللانهائي لرأس المال والتطور اللامحدود للتقنية في الديمقراطيات الكبرى في آسيا وأوربا وأمريكا بأنه “دينامو العولمة” وفاعلها الكوني، بالرغم من أننا أصبحنا اليوم أمام حضارة واحدة ساهمت فيها كل الحضارات الكبرى السابقة الصينية والهندية والعربية والإسلامية، لولا أن الرائد الفعلي لهذه الحضارة الحديثة يبقى الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي، حتى وإن ذابت فيها مساهمات الحضارات السابقة.
ومقابل وحدة الحضارة الحديثة، التي يتحكم فيها الغرب، هناك الثقافات التقليدية المعروفة، التي ذابت مساهماتها الحضارية السابقة في مصهر الحضارة الحديثة التي أصبحت ذات ملمح غربي، وهي اليوم في وضعية دونية رغم إصرارها ومثابرتها ومعاناتها من أجل استدراك تأخرها التاريخي، ومن أجل اللحاق بركب تطور تاريخي يتزايد كل يوم تسارعا.
أما المقصود بالحديث عن “حضارة واحدة”، فمفاده أن هناك طريقة واحدة للتحليل الكيميائي للمادة، وقوانين فيزيائية واحدة، وتركيبا واحدا للخلية، وطريقة واحدة لصناعة الكمبيوتر، وأسلوبا واحدا لارتياد الفضاء؛ وبعبارة أخرى فالأساس الفلسفي لوحده الحضارة هو وحده العالم ووحدة العقل. ومقابل ذلك نجد أن الثقافات العريقة دخلت في دينامية تنافسية جديدة قاتلة، ووجدت نفسها في وضعية تمزق بين ماضيها وحاضرها، بين صورتها المثالية عن ذاتها وواقعها الدوني، مما يسر لها تطوير آليات دفاعية وتبريرية قوية.
تفكيك الظاهرة الإرهابية
لأننا في زمن الحديث عن الإرهاب والعنف والعنف المضاد، سواء كان مؤسساتيا أو دولاتيا أو جماعاتيا، مهم جدا الاستشهاد باجتهادات محمد سبيلا في هذه المفاهيم، مدقّقا بداية في إشكالية تعريف الإرهاب، بحكم أنها ليست مشكلا إبستمولوجيا بقدر ما هو مشكل سياسي، ذلك أن هناك حدودا رفيعة وحساسة بين العنف السياسي المشروع (على الأقل من زاوية مواثيق الأمم المتحدة التي تنص على حق الشعوب في تقرير مصيرها) وبين العنف السياسي غير المشروع الذي يدخل في خانة الإرهاب، معتبرا أنه إذا كان بالإمكان تعريف الإرهاب بأنه استعمال العنف الفيزيائي في حق المدنيين والقيام باحتجازهم أو قتلهم أو المساومة بهم بهدف الوصول إلى تحقيق أهداف سياسية، فإن سمته الأساسية دمويته وشراسته ونزعته الانتقامية التي تطال أطرافا أو فئات مدنية لا علاقة سببية مباشرة لها بالأسباب التي يمكن للمقترف الاستناد إليها دون مراعاة للنتائج اللاإنسانية واللاأخلاقية للضحايا الذين يؤخذون بذنب الآخرين.
وتقاطعا مع أطروحة المفكر الفرنسي أندريه غلوكسمان الذين انخرط في الترويج للمرجعية العدمية في تفسير الظاهرة الإرهابية، مباشرة بعد اعتداءات نيويورك وواشنطن، كما جاء في كتابه الشهير: “دوستويفسكي في مانهاتن”، حيث صَنّف المتورطين في اعتداءات نيويورك وواشنطن في خانة “الإسلاميين العدميين”، وتقاطعا أيضا مع اجتهادات المفكر الفلسطيني بشير موسى نافع، وحديثه عن “العبث الذي انحدرت إليه العقلية المؤسسة لهذا الوضع. كما النموذج الخارجي في القرون الإسلامية الأولى، ما بدأ راديكالية سياسية، واستدعاء تبسيطيا للنصوص الإسلامية، ينتهي إلى حالة من العبث المأساوي، فكرا وسياسة”، يذهب سبيلا إلى أن الإرهابي المعاصر ليس عَدَميا بالكامل، فهو يائس من الحياة، وعلى استعداد لأن يضحي بحياته الشخصية من أجل الأهداف الكبرى التي تستحق أن يحيا أو يموت من أجلها: الدولة أو الشعب أو اللغة أو الدين، وذلك لتستمر الحياة بشكل أحسن في نظره. وسواء وضع الإرهاب كهدف له تحقيق مصالح مادية ملموسة لمن يعبر عنهم، أو تحقيق مكاسب روحية ومعنوية، فإن وقوده على وجه العموم هي الإيديولوجيا أو الخلفية الثقافية، وهذا مربط الفرس في المواجهة المفتوحة ضد الحركات الإسلامية المحسوبة على التيار “الجهادي”.
إن د.محمد سبيلا حي يرزق أطال الله في عمره حتى يمكنني الله من نقده حتى أفحمه لقد فاتتني الفرصة لأفحم من أراد إعادة تكوين العقل العربي فلا طاقة لي للموت فكل نفس ذائقة الموت والعلوم هنا منعدمة لقد كنت بدأت انتقاد فكر المرحوم الجابري فإن كانت لك الطاقة فدافع عنه ….من أنا ؟ طفل جاهل إذن جرب.
"الثقافة الجماهيرية السمعية البصرية الخاضعة لتوجيه المركبات الصناعية والعسكرية والتجارية الكبرى في العالم، لم تساهم وحسب في إضفاء الطابع الدرامي على صورة العالم اليومية، بل جعلت الدراما والمأساة والدم والدموع والآلام والعنف عامة مشهدا عاديا وطبيعيا ومألوفا".
نعم، مأساة الإنسانية راهنا لا تتحدد فقط في إضفاء الطابع المأساوي على صورة العالم اليومية، بل هي تتعدى ذلك إلى إصابة المتلقي لهذه الصورة بشكل متكرر ومستمر – الإنسان بصفة عامة – بالتخمة (شيء فوق الشبع) من مشاهدة مآسي العالم والاستئناس بها إلى درجة فقدان الإحساس بمأساويتها واكتساب نوع من المناعة ضد التأثر بها والتجاوب معها.. وهذا من أمراض العصر الجديدة والخطيرة التي يمكن أن أسميها: "اللامبالاة إزاء المأساة" !
(L’ indifférence envers la souffrance)
المأساوي في هذا المرض المعدي، ليس فقط في العدد الهائل للمصابين به على مدار الـ 24 ساعة والطريقة المهولة، الفائقة السرعة والواسعة المدى، التي ينتشر بها زمانيا ومكانيا.. المأساوي في هذا الوباء العالمي، أن البشرية لاتبذل أي جهد لمقاومته والبحث له عن دواء، وهذا ما يصنع سعادة "تُجّار المأساة".
جاء في المقال ان العلم في عمقه هو بحث وكشف ووصف وتشريح اما القيم باختصار فهي لا تدخل في صلب اهتمامات العالم بمعناه الحديث يبدو ان مربط الفرس يقع هنا بالضبط فعن اي عالم نتحدث فاذا كان عالم ذرة مثلا فلاباءس اما اذا كان مثقفا يشتغل بماهو فكري بشكل عام فلا ارى انه من المستحب ان يعفي نفسه من هذه الموضوعات القيم فقوة المثقف الفكرية قادرة على توجيه الاحداث باقتراح البدائل المرجوة ان دور المثقف شبيه بدور ربان السفينة همه الكبير هو الابحار نحو المرفا الصحيح باستعمال جميع الخطط التي تمكنه من ذلك
سبحان الله و بحمده الكريم و الصلاة و السلام على نبيه الصادق الأمين وبعد بوركت يا صادق أمين حفظك الله ولكأن فكري وأنا اقرأ تعليقك الوارد في2 هو ما أقرأ شكرا….
أليست العلمانية المحضة هي التي أنتجت النووي و مصائب النووي؟
أليست العلمانية المحضة هي من جعلت البعض يستنفد كلما أمكن كل مقومات الطبيعة و يهبها السموم القاتلة من مخلفات الصناعات مثلا البضائع البلاستيكية ؟
أليست العلمانية المحضة من جعلت الحرية مطلقة لا حظ يا صاحب المقال موضوع التعليق في 1 و2 وتعليقي الحملات المسيئة للإسلام ؟أليست هي من ولدت الزواج بالمثيل و غيره؟
أين الضابط؟أين الرادع ؟ العقل؟لا ….وما بالك حين تكبر ….حين تقترب من….
الإسلام هو فعل إقرأ …الرسول صلى الله عليه و سلم كانت له معرفة باللغات….أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد …أطلبوه و لو كان في الصين
لاسيدي الإسلام برئ من كل ما ألصق به
أرجو معارضتي حتى أدحض ما أستطيع إن كنت معارضا -على علم بمفهوم العلمانية ملاحظة فقط-
العلوم كلها علم واحد كبير…..الهواء منطلق ومنهجية وإجرائية…..الماء منطلق ومنهجية وإجرائية…..الغاز منطلق و منهجية و إجرائية – النسبة في اللغة العربية تعني المفرد وتعني الجمع:مناهجية- علوم اليوم بأكملها على ما سبق كلامي جد لا هزل ،معرفة لا جهل ،صدق لا كذب…
جعل الله من الماء كل شيء حي. ما الماء؟ عد إلى الفزياء و الكيمياء…
الله منزله دوما و أبدا من المزن…كيف ؟
كان الماء وبنور الله تصاعد البخار فسما فسميت السماء سماء فجعلها سبعا طباقا ….ما يقول العلم ؟
دوران الأرض على الدوام و حركية الكواكب و الأهلة و الحسبان-الأحسبة-الحسبان لغة ج حساب أما حسابات فركيكة فصاحة-…..كيف ؟
خلق الله آدم من تراب من طين فيه ماء
الماء و الأرض و الأقوات و الأرزاق و البركات…….خلق الله الأزواج حتى من النبات أليس هذ ا أب العلوم …..؟
و الله من لغتك لمفحمك لو حللت لك المعاني و ربطتها لقلت سبحان العزيز الحكيم … أنشري من فضلك هسبريس فمعلوماتي لا تخالف الإسلام -خلق السماء-…
الى صاحب التعليق رقم4: يا اخي هده مواضيع كبيرة جدا لا يمكنك فهمها,و ان اردت دلك يجب ان تخصص جزءا كبيرا من حياتك حتى تستطيع فهم الحيثيات الدقيقة التي يحملها الخطاب الفلسفي,لدى رجاءا عد الى كتبك الصفراء افضل لك لانها لن تتطلب منك اعمال العقل مادامت تتوقف فقط على التكرار الحرفي لما قاله الاموات و بقدسية و رهبة,اما فالفلسفة فهي فكر نقدي لا يقبل السياج الدوغمائي الدي تضعه امامك تلك الكتب(الصفراء).بالتوفيق يا اخيsalassib.
" لولا أن الرائد الفعلي لهذه الحضارة الحديثة يبقى الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي، حتى وإن ذابت فيها مساهمات الحضارات السابقة."
أ أنت متيقن من معلومتك؟ كان ذلك في القرن العشرين. هل تتابع ما وصلت إليه الصين و كوريا و اليابان في مجال التقنيات
لا يخلو كلام سبيلا من أيديولوجا مضمورة .كلام لايخلو من اليأس من الحضارة الغربية وهذا ليس صحيحا إن الأنتلجنسيا العربية لازالت رثة ومحمد سبيلا واحد من هذه الأنتلجنسيا إن الحضارة الغربية هي مقياس العلم.بل العولمة هي التتويج لها. العولمة ليست سلبية إلى هذا الحد كما يعتقد هذا الأنتلجنسي .
أسوق السيارة بها أتنقل ، بسرعة أصل إلى غايتي …
كل سياقتي عادية أحترم الإشارات الضوئية و كل قوانين الأسبقية
لكن حينما أمتطي جوادي ينتابني شعور خطير يرافقني حيثما أسير
إني بين وهاد و نجاد ، بين بساط و حواجز وقد صرت أنا و جوادي واحدا فإن علا علوت و إن قفز قفزت دمه في دمي و دمي في دمه ….
صهيله يذكرني بصهيل أجدادي ….
دخانك يا جوادي ليس كسيارتي …..هو غبار…
غبارك نقع…
نقعك تراب…إن ابتل صار طينا ….
طينك أصلي ….أسأل جد الأجداد …….ألم أقل لك يا جوادي نحن من اصل واحد……و اعلم حيث كان التراب فتلك أرضي ألست في النهاية إبن آدم و مصيري رمسي الطيني….
صوتك صهيل و في صهيلك تكبيرات الشهداء….عليك يسلم النمل و النحل ….الرمح و السيف
حفظك الله يا جوادي من كهينة الدنيا المسماة بالطاقة النووية قاتلة الخضرة وخانقة الزرقة
عشت دوما في جناني يا منبع حناني و محيي لساني بك أعز عند كل امتحاني…..
مضادة لصورة مسخ الفرس تقول إبراري مبتسمة
لا حظ لغتك …هل تعرفها ؟ إليك النون نشرت قليلا من إعجازها قال عز و جل نون و القلم وما يسطرون- من محض فكري إليك ما يبهرك و قل إن لغتك سدى :كانت قبل الوحي لا حظ و قل هي جهل نونك أو نوني هو في أنا أنت نحن أنتم للتعبير عن الحاضر …
الجامع الإنسان ….هو في نطفته و منيته…..
تنتقل إلى جنين و الجنين الخفي لغة ….فيه نونان :نون إن كان في ظل القرآن كان في الجنة حيث النون ساكن و إن كان مع الشيطان كان في جهنم حيث النون في النار……
جنين إما إنسي أو جني -وهو لغة الخفي-
نون والقلم إما يتعلم و يأتيه النور حاميا هاديا و إلا يكسر القلم و يعانق الجهل فيتبع الشيطان آخر نون غرق فيه حتى التمالة
الحديث عن النون طويل و ممتع فشكرا لمن علم الإنسان لغة البيا ن لغة القرآن .لا تهتم لنقطة فأقل من نقطة في نطفة تكبر و تسكن عند منتهى البيان
و في بداية البدايات و سبحان المبدئ المعيد كان الله ولازال الأول ولما خلق ما خلق قال كن فيكون -فكان-….بعدها خلق الماء -قبله قيل في السنة العرش و القلم..والله أعلم- فأمرالماء بنوره فكان الدخان فسما فكانت السماء فالدخان تحويل للماء و في الدخان نون ….ومن الماء جعل الله كل شيء حيا ….خلق الإنسان-وفيه نونان فريقان ومنهما فرق- من تراب فيه ماء فصار طينا -ففي الطين نون- فصار صلصلا فخارا ……نفخ الله من روحه في آدم وهو على تلك الهيأة فخلق آدم بشرا حيا ….قبله خلق الله إبليس من نار -و في النار نون -و الملائكة من نور و في النور نون…….وفي نوم آدم خرجت حواء من ضلعه الأيسر بمشيئة الخالق ….فكانت نطفة تمنى فكانت أنت بكسر التاء فصارت أنت أنتن ……..الحديث ممتع و يطول و هو حصريا من تفكيري و ولهاني بحرف الضاد….
أول الغيث طل, عسى أن يكون هذا العمل حافزا لإعمال العقل النقدي الهادئ بدل التهافت والتهاتف والصراخ الأعمى. ما أحوجنا الى مثل هدا الفكر.
بصرف النظر عن الاتفاق أو عدمه مع ما جاد به فكر الاستاذ سبيلا ،فإن الرجل أعطى اشعاعا للفكر المغاربي وليس للمغرب فحسب ،ذلك أن صدى فكره في الفضاء العربي أو الاسلامي كان له رجع كبير سواء نقذا أو اتفاقا مع أطروحاته… لذلك يعد محمد سبيلا أحد أبرز المفكرين والباحثين والفلاسفة المغاربة، حتى إن هناك من وصفه بالمفكر القلق الذي يجد ضالته في التفكير في الحداثة …ما دفعه الى انتاج عنونه ب :المغرب في مواجهة الحداثـة.
متعكم الله بالعافية يا استاذنا.
salassib
ياأخي قرأت تعليقاتك فضعت بين صهيل جوادك وحرف النون فلم ير فهمي غير الدخان حين قرأت:… ألم أقل لك يا جوادي نحن من اصل واحد… أسيدي تبارك الله عليك وعلى فلسفتك …عليك يسلم النمل و النحل كما جاء في تعليقك 9 !!!
أتاني الآن المولود الجديد لكبير صقوري ريم و قد سميته غيث قائلا :
جدي السلاسب
-نعم صغيري
قل للدكتور محمد سبيلا أن يقرأ Genèse de la crise de 2008 et son oeuvre destructrice
و قل له من هو tayeb rhafes
-غيث من زمن لم أقرأ كتابا أقرأ فقط ما تكتبه الأيام .لكن أثق فيك و في فهمك و إن لم أقرأ الكتاب …أأطلب منك خدمة صغيري ؟
-نعم سلاسبي ….
-بلغ شكري لحكمة toto ; و قل له لقد بحث عن toto فوجد موسيقى و أغاني …لها معاني راقية و سيتمم البحث
-إلى اللقاء سلاسبي …..
إلى 12 الملقب بtoto كما لقبت نفسي بالسلاسب ثق بي ربما أنت أحسن مني فقد تكلمت إذ كتبت فعرفت و عرف السلاسب الغارق في الذنوب أن في قلبك معان أرقى من معانيه فتحياتي لكل من يحب المعرفة و العلوم …وقد علمني من هو سيدي و مولاي أن معرفة العلوم بلا وعي ذاتي إنما هو صدأ مسموم محموم يخرب الروح…شكرا سيدي…وأنت يا سيدي نور الدين رقم 6 أنت لجد طيب و قد أحببتك و أنت تقول لي حظ سعيد فقلبك أفضل من قلبي فأشكرك من قلبي و اعلم أن قلبي قد حباه الله فضائل الإعتراف بضعف السلاسب و بقوة معانيه الساكنة في روحه
من لم يذكره السلاسب من المعلقين فهو يحبهم و هم معه و حتى إن كان أو كانا أو كانوا ضده فهو يحبهم …
أحبك أخي محمد سبيلا و الله احبك و روحي تحبك لقد رأت فيك ما ستؤكده الأيام الطوال المقبلة …طوي الموضوع و إن حدثت رجة فنسوري حاضرة متربصة مع السلامة…
إلى اللقاء…..
سيدي لقد بكيت نعم بكيت سيدي الحسين السلاوي أنت أحكم مني و كم أنت رائع فانت تعلم النحل و ما يفعله في إخصاب الطبيعة و مضاعفة الـأقوات …لا شك انك رأيت العالم الذي غرس جسيم أصغر من نقطة في جسم نحلة لينقل عبر الصوت و الصورة أدق معانيها …و لا شك قد قرأت أن في العسل شفاء للمؤمنين و الناس …سيدي إنني أرى ما لا يراه الناس لحبي لحكم الله و إيماني به و قد رأيت في قلبك و عقلك من خلال وقوفك على النحل و النمل فعلم أنك ستطرد كل شعوذة وتقرأ كل علم و تعود إلى الضابط فتراه يضيف لك ما لم تعلم…والله لقد تسببت يا صاحب المقال و محاوره في معرفتي بأناس أفتخر حقيقة بهم و الله غدا لي عمل و لي حاجة لرؤية مواضيع أخر فلم أراجع أخطائي علما أن لغتي دوما إرتجالية …
يقينا كل الأحياء من أصل واحد …..فسبحان خالق الخلائق هو رب العالمين…
حصاني كم أحبك …فيك الخير كل الخير مصداقا لقول الصادق الأمين صلى الله عليه و سلم…و من الجاهلين من قال إن أصل الإنسان قردا…
الإسلام و العلم -معا بالتعريف- اثنان كوجهي العملة لا ينفكان و لا يفترقان و يسير العلم نحو الخير لا الشر نحو الخير لا الشر نحو البناء و التشييد و الحياة وليس نحو الهدم و التخريب و الدمار…..
أضيف لما ورد في هذا المقال القيم اننا الان بازاء المفاهيم الماركيوزية ( هربيرت ماركيوز ) تتجسد مرة أخرى وعلى نحو ممنهج شمولي أمام أعيننا ان علاقات النفعية والاستهلاك السريع والتي يجسدها التبرجز التدريجي للطبقات الوسطى مقابل افقار شامل لأخرى تساهم بشكل فعال في خلق انسان ذي بعد واحد اي الاستهلاك والاستهلاك فقط مع رمي الابعاد الانسانية الأخرى الى أرشيف ما …وهذا هو الاستيلاب الكامل الذي تضطلع به مؤسسات جهنمية كالفضائيات والشبكة العنكبوتية والأسواق الممتازة ومؤسسات ماكدونالد ومعها الشركات المتعددة الجنسيات عبر كل العالم بحيث ان المرحلة هي مرحلة تسطيع وتضبيع خطيرة ولم يسبق لها مثيل وفي المقابل هناك الحركات المضادة لهذه العولمة المتوحشة من شبيبة عالمية مهمشة وقوى مناضلة سياسيا وثقافيا وحركات للبيئة وأقليات مضطهدة فالتاريخ لا يمكمنه أن يقف عند هذا المسار الحيواني المتوحش …يستحيل
العولمة أو الامبريالية العالمية دون أن يتسم معنى الامبريالية بالسلبي ليست منتوج القرن 21 . فالطموح و المنافسة من أجل إكتشاف و السيطرة على العالم يعود إلى عصر الفينيقيين، اول الامرطوريات التجارية العالمية . ما هو وليد القرن العشرين هي الثورة الكهربائية التي رسمت عصرا جديداً في التاريخ الانساني الذي مر بعصور شتى كالعصر الحجري و البرونزي و الحديدي …. العصرالكهرباءي الذي بدء مع الثورة الصناعية الامريكية الأولى بداية القرن العشرين، مكن الانسان من خلق الشمس في الليل و الصورة و الصوت و ارسالهم بسرعة جن سليمان حول الأرض و خارجها!!!!….ومع الثورة الصناعية الامريكية الثانية التي نعيشها الآن صنع الحاسوب، العقل الكهربائي، الذي مكن الانسان من التحكم أكثر دقة في محيطه المنفجر و هذا رفع الحضارة إلى مستوى معقد:عالم واسع من ناحية الامكانيات و ضيق في نفس الوقت بسبب سرعته و تمكن القلة من السيطرة على الكثرة….أما الارهابين فهم ديناصورات العصر الحديدي الذين يحاربون بسيوفهم الحديدية و على صهوات خيولهم طائرات ألية و أقمار إصطناعية….حيوانات منقرضة!!!
في راي البسيط و المتواضع,مظاهر الحضارة الحقيقية هي ا لتقدم العلمي و التقني الماطر بالفكر الانساني و الاخلاقي كما كان الشان بالنسبة للحضارة الاسلامية, اما مايعيشه العالم اليوم فما هو الا تبعيات و نتائج التقدم العلمي المحض للعالم الغربي عموما و امريكا خصوصا, فالعالم اليوم ليس متحضرا بل بدائا و لكنه يمتلك وسائل تقنية متطورة تخدم غرائزه الحيوانية.