الصحافة وبن كيران

الصحافة وبن كيران
الخميس 28 يونيو 2012 - 02:24

عداوة دائمة أم سوء فهم كبير؟

“أنا من الذين لم يجتهدوا في إصلاح صورتهم أمام الصحافة” بهذه العبارة دشن عبد الإله بن كيران كلمته أمام أعضاء حزبه في المجلس الوطني الذي تلى المؤتمر الوطني السادس، أي ساعات بعد انتخابه أمينا عاما للحزب، لتلزمه بعد ذلك سنوات، من الأمانة العامة إلى رئاسة الحكومة، مرت بحالات من التشنج و”العداوة” أو “سوء الفهم الكبير”، تبدو فيه الصحافة في نظر الكثيرين متحاملة على رئيس الحكومة والأمين العام للحزب الأول في المغرب، وفي نظر آخرين يتعلق الأمر بأخطاء عبد الإله بن كيران نفسه، في جعله للجزئيات تطغى على أشغاله وأنشطته كسياسي ثم كرئيس للحكومة، وعدم التزامه بالإجراءات والتدابير البروتوكولية المعمول بها في مناويل كثيرة…

إعلام تحركه أيادي خفية:

اهتز عرش فيصل العرايشي عندما هاجمه رئيس الحكومة في طريقة تغطية القناة الأولى لأنشطته، ووصفها بنعوت متعددة “الركيع” و”التخربيق”…، والعلة وجود نوع من التحوير لتدخلات عبد الإله بن كيران، والتركيز على تقديمه في صورة بعينها، وإذا ما أردنا الإرتفاع من مستوى الحدث لتعميمه، تبدو الحملة على الرجل وحكومته منظمة، فمنذ الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، حشد سرب من الإعلاميين أقلامهم في مواجهة الحكومة الجديدة، وبدأ الاشتغال بثنائيات هي أشد خطورة في “ماكينة” الإعلام، استمر الترهيب من الإسلاميين، وعزفت الأقلام على أوتار حساسة، من قبيل التهوين والتهويل، والتخويف والتشكيك، والتسطيح والتبسيط… بغية إظهار الحكومة مشوهة وضعيفة، بدأ الأمر في مرحلة التحالفات وتشكيل الحكمة وتأويل تأخرها، ثم الحديث عن التصدعات، واستقوى بمحاولة الإيقاع بين حكومة “الإسلاميين” و”القصر”.

صورة بن كيران:

منذ توليه منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قدمت المنابر الإعلامية عبد الإله بن كيران في صورتين، الأولى حاولت ربطه بماضي الشبيبة الإسلامية، وميوله إلى المواجهة، وقوة الشخصية، وحاولت الإيقاع بينه وبين صقور الحزب وحركة التوحيد والإصلاح، ليفند التشنج ذلك في عبارة شهيرة:” الإخوة الأقوياء سوف يتعبونني ولكن سوف يكونوا قوة للحركة، والإخوان الضعفاء سوف يريحونني، ولكن سيضعفون الحركة”، راسما خطوط العلاقة بينه وبين “الصقور” كصفة اعلامية…، والصورة الثانية تلك التي حاولت الحملة الإعلامية “المنظمة” إلصاقها ببن كيران حين تولى منصب رئاسة الحكومة، وهي صورة سياسي “مهرج”، ورئيس حكومة تطغى على سولكه “القفشات”، وتم توجيه العدسات صوب سلوكيات بن كيران الشخص وليس السياسي، ثم سقط الإعلام في نوع من الرداءة حين صب جام مداده على “ربطة العنق” و”حذاء” بن كيران و”قبلات” استقبال السفراء وظيوف المغرب…

الإيقاع بين بن كيران والقصر:

ذروة الصراع و”صناعة الكذب” محاولة تيار إعلامي الإيقاع بين عبد الإله بن كيران والقصر، وهي حملة بدأت معالمها الرئيسية منذ بداية تشكيل الحكومة، والتشكيك في طبيعة المبادء والمرتكزات والمرجعيات التي يحتكم إليها التفاوض بين رئيس الحكومة وبين الملك، و”طبيعة الوسطاء”، و”قبول بن كيران بفؤاد عالي الهمة وسيطا”، ثم اشتدت الحملة مع قانون التعيينات في المناصب العليا، واختلاق أحداث ووقائع في مجلس الوزراء، وتأويل الخطابات التي يلقيها رئيس الحكومة، وكانت الغاية والمحصلة جعل بن كيران يُضَمِّن مختلف خطاباته تجديد البيعة والدفاع عن الملكية، وجعل حزب العدالة والتنمية “متهما بتهديد الملكية حتى يثبت العكس”…

سوء الفهم الكبير

لا يحتاج عبد الإله بن كيران إلى من يدافع عنه، ولا يولي اهتماما لمن يشتغل بطرق مغرضة في حسم “الصراع” السياسي، لكنها شهادة تملي نفسها في كون شيء ما يحترق خلف تلك السطور التي تحاول إرباك العمل الحكومي في مدة زمنية قياسية وبشتى الوسائل… فإما أن جيشا عرمرما جرارا من الإقلام يحتاج إلى استعمال الوسائل المشروعة في بلوغ المعلومة، وردم الهوة والفجوة في معرفة الرجل، وإما وجب طرح الأسئلة حول من يستعمل هذه الأساليب في “صناعة الكذب”…

لقد وقف فريق منتجي الفيلم الوثائقي “صناعة الكذب” على الأساليب التي تستعملها طواقيم بأكملها أجملتها في لجوئها إلى عشرة مفردات: “استبق الأحداث”، و”هون”، “هول”، “أفزعهم”، “شتت وشوه”، “كن أنت الرأي الوحيد”، “اختلق وقائع ممسوخة واستدعي الشهود”، و”ضع ما تريد على ألسنة المشاهير”، و”بدل موقعك حين تستشعر الخطر”…، يكاد جزء غير يسير من الإعلاميين يسقط الدور الوظيفي للصحافة في آثون البرك الآسنة، ما يطرح السؤال حول الدوافع وراء هذه الحملات التي تقاد بطرق مغرضة أحيانا، كاذبة أخرى، ومشوهة ومشتتة، تحاول زج الحكومة منذ ولادتها في صراعات هامشية، وتحاول شق صفوفها واختلاق صراعات بينها وبين القصر، في وقت يحتاج فيها المغاربة إلى حكومة تصب جام اهتمامها على الخسارات والأرقام السلبية، حصيلة نصف قرن من الفساد والاستبداد.

[email protected]

‫تعليقات الزوار

15
  • جبار
    الخميس 28 يونيو 2012 - 06:37

    جواد غسال كاتب فيه المعقول _قال كلمة الحق وما النصر إلا من عند الله

  • السي الوراقي
    الخميس 28 يونيو 2012 - 07:30

    … فإما أن جيشا عرمرما جرارا من الإقلام

    تعبير في القمة جيش عرمرم ورقي

  • حميد بختي
    الخميس 28 يونيو 2012 - 09:19

    السلام عليكم
    الصحفيون ( السخفيون ) أصحاب هاذه الأقلام اللتي تحاول حصر الحكومة لأنها بدأت تكشف الفاسدين والمرتشين . وكذلك شعرت بأن الحكومة في طريق الإصلاح . وكذلك خوفهم من استقطاب المواطنين ( الإنتخابات الجماعية والغرفة الثانية )
    وهاألاء السخفيون ماهم إلا أبواق اليساريين الإنتهازيين وكذلك جل الفاسدين (كاري حنكو). وجل المغاربة يعرفون هذه الحملات الوسخة والغرض منها . ياربي دمر كل مفسد وكل إنتهازي يشعل الفتنة في هاذا الوطن من أجل مصلحته .

  • berhili
    الخميس 28 يونيو 2012 - 11:02

    من المؤسف أن يزج بطرف من الجسم الصحفي في الحرب الشرسة الموجهة ليس للتحالف الحكومي لكن لطرف واحد منه هو حزب العدالة والتنمية وليس لأعضاء الحكومة كلهم ولكن لوزراء الـ PJD فقط.
    إن التوظيف المستهجن لهذا الأرخبيل من الأقلام المأجورة يتناسى من وراءه أمورا في غاية الأهمية
    – إن مواجهة حكومة الشعب وتحديدا وزراء الـ PJD بهذه الأساليب القذرة لن تجدي أبدا، وإذا كان من الممكن توجيه نصيحة لمن يحركون الأقلام الكراكيز من وراء الستار فإن إغراء القراء بالبدائل النوعية لسياسة بنكيران ومنافسته في بضاعته التي يروج لها "المعقول" أنجع طريقة للتصدي لهذا الخصم العنيد
    – يتناسى أصحاب "المقالات تحت الطلب" أن العنصر الحاسم في التواصل الصحفي يتمثل في القراء والمتلقين بصفة عما، ولا أظن أن هؤلاء ومن وراءهم يدركون كيف يتعاطي القراء مع أنتاجاتهم البئيسة بكل وطنية غامرة وبحس نقذي واضح
    – أن خرجة اعلامية للأستاذ بنكيران أو أحد وزراء الـ PJD في مهرجان خطابي أو عبر البرلمان كفيلة بالتشطيب على كل ذلك السيل من المداد المهدور، وذلك لسبب بسيط وهو أن جزءا مهما من المغاربة يرون في هؤلاء رجال المرحلة عن جدارة واستحقاق

  • الصيف والاصطياف
    الخميس 28 يونيو 2012 - 12:29

    "جيشا عرمرما جرارا من الاقلام"كنت قاب قوسين او ادنى من ان تقول :نسبة الى الجرار.
    لقد لخصت واجملت العيوب والمزالق والهفوات وكدت تنشر حصيلة عمل الحكومة ….دون ان تشعر, مقال ضد اكثر من مع.
    لذلك سقطت في يد الاعلام الذي نشر لك رغم مؤاخذاتك عليه.
    كان اولى ان تبرز ابداع الحكومة ونتائجها الاولية او حتى نواياها كبدائل تفند بها ما يتقوله الجرارون والمجترون واصحاب نظرية " المؤامرة" والحيتان والتماسيح…وهلما هواجس حرارة الصيف.العمل العمل يغسل الذنوب ويفحم الا فواه والاقاويل ا لسي غسال.الناس لا تنتظر "القفشات "بل الشغل والعمل والخبز والكرامةووو….

  • أحسنت
    الخميس 28 يونيو 2012 - 13:35

    أحسنت
    بارك الله فيك أيها العاقل في زمن قل فيه العقلاء
    و الله المستعان

  • وصال بن طالب
    الخميس 28 يونيو 2012 - 15:34

    يقال: إن الدي يفسده الحلم لا يصلحه العلم.ألا إن الرجل الصالح يعترف بزلته وإذا أذنب دنبا لم يستحي أن يؤدب لصدقه في قوله وفعله،وإن وقع في ورطة أمكنه التخلص منها بحيلته وعقله كالرجل الدي يعثر على الأرض ثم ينهض عليها معتمدا!!!!هكذا أردناك والله يابن كيران؛؛؛؛

  • hwidi
    الخميس 28 يونيو 2012 - 16:08

    هدا الأخ صادق دائما في كلامه. نحبك يا جواد

  • hyatt
    الخميس 28 يونيو 2012 - 17:59

    vous avez tout à fait raison !
    ils ont critiquer juste les ministres de PJD ,

  • متابعة
    الجمعة 29 يونيو 2012 - 01:05

    أحسنت سيد جواد أوجزت فوصفت فأبدعت ولمست كبد الحقيقة فبعض الأقلام والمنابر الإعلامية ببلادنا انحدرت إلى ما دون المستوى ولم تعد صحافة بل أصبحت سبا وقذفا ونميمة فحسب. نحييك ونحيي قلمك.

  • دكتور سنينات
    الجمعة 29 يونيو 2012 - 02:22

    الله يعطيك الصحة, كلام في غاية الموضوعية

  • مغربي
    السبت 30 يونيو 2012 - 12:28

    المقال يتتطرق للصحافة و كانها مشجب يعلق عليه الفشل الذريع لحكومة بنكيران
    الرياح مهما بلغت قوتها لا تهز الجبال لكنها تفعل الفاعيل باعجاز النخل
    في مصر حيث الإعلام اشرس واقوى باضعاف المرات لما يوجد بالمغرب لم يفت في عضد مرشح الحرية والعدالة كانت المعركة حامية الوطيس لكن الفوز كان مستحقا للدكتور مرسي وبعد خطاب الأمس يمكن ان يتحول كل هذا الا علام خلف الرئيس او معه
    وهذا مالم يحدث في المغرب بلاأي اعلام بنكيران اسقط نفسه وافقد احترامه للجميع أسوأ مثال في الأداء ولم يستطع لحد الساعة تسجيل أي نقطة لصالحه
    إنجاز واحد فقط يخرس جميع الألسن مهما كانت حدادا لكن للاسف لم يحدث
    ومن اراد أن يجامل على حساب الحقيقة لمجرد انتماء الرئيس لحزبه فليفعل لكن ليس على حساب مستقبل المغرب و آلام المغاربة ومعاناتهم من المعطلين إلى الذين لا تجد اهاتهم طريقا للأعلام

  • طنجاوي حر
    السبت 30 يونيو 2012 - 13:21

    أول صحافي يكتب مقال بدون إنحياز و يقل كلمة حق و يناقش بموضوعية بارك الله فيك و كثر من أمثالك . أنا مواطن عادي لست بمنتمي لأي حزب و إذا جاءت إنتخابات مرة أخرى فإني حتما سأصوت مرة أخرى على عدالة و التنمية لماذا ؟ ؟
    و لوا كانت ظروف صعبة و لم يحققوا إنجازات كبيرة و لوا لم يستطيعوا قضاء على فساد و المفسدين جميعا و لن يستطيعوا . و هذه مسالة أخرى . سأصوت عليهم. و لوا قلتم عليهم أي شيء يسيء لهم . سأصوت عليهم . ولوا سقط أحدهم في فخ من فخاخ كثيرة التي تبدعنا فيها سأصوت عليهم . لماذا ؟ ؟ هل هذا إنحياز ؟ لا . سأصوت عليهم لان بن كيران لم يسرق درهم واحد و على أقل العدالة و التنمية وفروا ملايين كانت تسرق للمغرب . و هذا سبب رئيسي الذي يدفع هؤلاء المفسدين لمحاربة عدالة و التنمية لانهم أضاعوا فرص كثيرة لتحايل لهؤلاء . و ساصوت عليهم لاني أحس بأنهم قريبون منا و يفكرنا مثلنا و من بئتنا ليسوا بعلمانيين الذين هم مغاربة لكنهم اجانب علينا و ينشرونا فساد في كل مكان و يفكرنا بطريقة بعيدة عنا و ليست بقيمنا .

  • ولد البلاد
    الأحد 1 يوليوز 2012 - 07:52

    مع الأسف الجسم الصحفي مليئ ب" كاري حنكو"

  • أجعير /تطوان
    الأحد 1 يوليوز 2012 - 14:13

    هذا النوع من الصحافة تسمى الصحافة السوداء لأنها صحافة مأجورة لا تخدم مصالح الشعب بل تخدم مصالح أسيادها فهي دائما تركز على الهفوات وتجعل منها موضوعا .وللاسف الشديد فإن شريحة من المواطنين تتأثر بهذا النوع من الأخبار .مايمكنني قوله هو أن الشجرة المثمرة دائما تقذف بالحجارة لعلهاتسقط ثمرة من ثمراتها .

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات