مبدعون شباب يشكون غياب الدعم وانسداد الأبواب في أصيلة

مبدعون شباب يشكون غياب الدعم وانسداد الأبواب في أصيلة
الأربعاء 20 يوليوز 2016 - 06:30

في رواق الشباب المنظم بمدينة أصيلة، في إطار موسمها الثقافي الدولي، تُعرض لوحات تشكيلية ومجسّمات من أحجار ومعادنَ نحتتْها أناملُ خمسة من مبدعي المدينة الأطلسية الشباب بمنتهى الإتقان. واختير كموضوع مشترك للأعمال المعروضة “الهجرة”، التي ترمز إليها بشكل أكثر وضوحا مجسّمات الطيور ذات اللون الأسود المعلّقة في سقف الرواق.

تيمة الهجرة المختارة من طرف المبدعين الخمسة لا تعني الهجرة بمفهومها العام، وما تخلّفه من مآس إنسانية فحسب، بل المقصود بها، بالدرجة الأولى، هجرةُ المبدعين المغاربة نحو الضفة الشمالية للمتوسط، بحثا عن أُفق أرحب، وفضاءات تشجعهم على إبراز مؤهلاتهم وطاقاتهم، وتحفزهم على مزيد من الإبداع والخلق.

يقول ربيع المسناني، وهو واحد من الفنانين الشباب المساهمين في رواق الشباب بمدينة أصيلة: “اخترنا تيمة الهجرة للتحسيس بمآسيها ومساوئها، وخاصة هجرة الفنانين، الذين هاجر أغلبهم لأنهم لم يجدوا محيطا يساعدهم ويشجعهم على الإبداع، وعلى إعطاء المتلقي كل ما يملكون”.

ربيع كان جزءا من موضوع الهجرة الذي اختاره وزملاءَه تيمة لرواقهم الفني، إذ هاجر أخواهُ، وهما أيضا فنانان تشكيليان، إلى أوربا قبل سنوات، وكان بدوره يفكر في الهجرة إلى الجارة الشمالية إسبانيا، بسبب انسداد الآفاق، لكنه تراجع عن الفكرة وقرر البقاء في مدينته الصغيرة، “والنضال إلى آخِر رمق”، حسب تعبيره.

ويضيف الفنان الشاب أنّ الأعمال الفنية المعروضة في رواق الشباب بالمدينة القديمة لأصيلة تحمل رسالة إلى المسؤولين، مضمونها أنّ الفنانين، وخاصة الشباب منهم، بحاجة إلى رعاية واهتمام ودعم وتحفيز.. “لا فرق بيننا وبين المبدعين الأوروبيين، نحن أيضا لدينا أفكار، ونشتغل على الفنّ الحديث، وعلى الموضوعات العالمية”، يقول ربيع.

في مدينة أصيلة تنشط الحركة الثقافية والفنية إبّان موسمها الثقافي الدولي، الذي يُعتبر فرصة لمبدعيها لعرض أعمالهم.. غَيْر أنّ الإبداع صيرورة جارية، وأهل أصيلة يحتاجون إلى مواكبة على مدار أيام السنة وليس لأيام معدودات. ولا يُخفي ربيع أنّ مبدعي المدينة، وخاصة الشباب، يستفيدون من الموسم الثقافي، لكنه يؤكّد أنه “وحده لا يكفي”.

“سي بنعيسى، رئيس المجلس البلدي لأصيلة، هو الوحيد الذي يدعمنا، بينما لا نجد دعما من أي من المسؤولين بالمدينة، وهذا مشكل”، يوضح ربيع، مشيرا إلى “عدم استفادة الشباب، سواء في مدينة أصيلة أو غيرها من المدن المغربية، من عرض أعمالهم في الفضاءات اللائقة، المحتكرة من طرف “النخبة””، على حد قوله.

وفضلا عن غياب فضاءات العرض، يردف المتحدث ذاته، “يعاني المبدعون الشباب بأصيلة من غياب الدعم والتحفيز، وغياب ورشات تمكّنهم من صقل مواهبهم”، ويختم بالقول: “في المعرض الحالي عبرنا عمّا نملك من طاقات ومواهب في المجال الإبداعي.. باش المسؤولين يشوفو قداش قادرين نعملو، ومن لا شيء.. هذه رسالة إليهم، عسى أن يفتحوا لنا الأبواب الموصدة”.

‫تعليقات الزوار

2
  • متتبع قصري
    الأربعاء 20 يوليوز 2016 - 10:54

    أصيلة كانت و مازلت متنفسا حقيقيا للمبدعين من شتى أرجاء المعمور، يحجون إليها كل سنة قصد الارتواءمن ينابيع الفن و الابداع..أصحب أيضا محجا يلتقون فيه قصد تبادل التجارب و الخبرات و لاسيما أن ثلة من كبار الفنانين العالميين يقصدونها من كل حدب و صوب. أصيلة أيضا رمز للتسامح و التمازج الثقافي..

  • طال لعلو الدم
    الأربعاء 20 يوليوز 2016 - 20:02

    تشجيع الفنانين التكيليين هو ثقافة ووعي مجتمعي ينم عن الحضارة والتقدم الحضاري لبلد ما. تبهرنا حضارة وتقدم الغرب بتاريخ فنها وبإبداع فنانيها في مجال الفنون التشكيلية ولا يخلو بيت غربي من لوحة أو رسم حفري أو منحوث فني حتى ولو كان البيت وأسرته من الوسط الفقير. فكيف لنا أن نشجع الفن وهو غائب في مدارسنا وبرامجنا التعليمية ؟ كيف لنا أن نرتقي بالفن ومؤسساتنا التعليمية أسوار وجدران جرداء قاحلة ؟ لا يزال الفن وممتهنيه من الكماليات في منظور ثقافة المجتمع وتربيته على السمعة والمنصب والجاه والمظهر والسلطة والتفوق بالتسلط وسيظل الفنان يعاني من الإقصاء والتهميش والانتهاز والاستغلال في غياب تربية متفتحة ومنفتحة تولي الفن مكانته في التعليم والتكوين كما هو الحال في الدول المتقدمة.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة