هاشم: ثالوث "الدين والجنس والسياسة" يصدم الجمهور العربي

هاشم: ثالوث "الدين والجنس والسياسة" يصدم الجمهور العربي
الأحد 3 يوليوز 2016 - 01:40

قالت سارة هاشم، مديرة التسويق والتوزيع في مؤسسة “دويتشه فيله” الألمانية، إن المشاهد العربي مازال يستقبل بعض المواضيع المرتبطة بقضايا الدين والجنس والسياسة بشيء من الصدمة، معتبرة أن الأخيرة تكون أحيانا إيجابية له؛ “لأنه يتقبل من يناقشه في معتقداته وقناعاته، ما يجعله يعيد التفكير فيها”.

وترى المسؤولة المصرية في القناة الألمانية، في حوار مع هسبريس، أن ثمة طفرة كبيرة وقعت في العالم العربي في ما يتصل بالمنتج الإعلامي المحلي، مضيفة أن “كل إنسان عربي هو أقرب للإنتاج النابع من بيئته من أي إنتاج آخر”؛ فيما شددت على أن للمغرب “الكثير مما يقدمه لباقي بلدان العالم العربي”، داعية إلى مزيد من تبادل الخبرات.

وفي ما يلي نص الحوار كاملا مع سارة هاشم، من مقر مؤسسة “دويتشه فيله” بمدينة بون الألمانية:

مرحبا بك معنا سارة.. قربينا من مهمتك في القناة، خاصة أن فيها كفاءات كبيرة من العالم العربي؟

أنا مديرة التسويق والتوزيع في مؤسسة “دويتشه فيله” في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط؛ وهذا القسم كما هو الشأن في المؤسسات العادية يهتم بالتسويق، أي بالميزانية التي تصرف من أجل الترويج للمنتج، أما التوزيع فله علاقة عادة بالبيع، أي جلب الأرباح.

في مؤسسة عامة مثل DW الأمر مختلف تماماً، لأن التسويق يعتمد على ميزانية محدودة جدا، لا تكفي لحملات إعلانية دعائية، فنحتاج إلى فريق له قدره على الإبداع والذكاء في استخدام المبلغ البسيط بأفضل طرق، حتى نحصل على نتائج أكثر قيمة.

الأساس هو طرح محتوى القناة على القنوات والمواقع الإخبارية الأخرى وباقي الوسائط الإعلامية، ولكن التحدي يكون دائما لدينا هو عدم دفع قيمة مادية كبيرة، وخلق شراكات مع المؤسسات لتكون هي ذاتها بوابة للأسواق المختلفة التي نستهدفها.

هل هذا توجه إستراتيجي جديد لـDW يقوم على التوغل في العالم العربي؟ وهل لاقت هذه الخطة نجاحا؟

الفكرة بدأت منذ عدة سنوات وليست جديدة، لكن الفرق الذي يظهر في الآونة الأخيرة هو الاستعانة بالكفاءات من المنطقة العربية في مجالات التوزيع والتسويق والبرامج، على اعتبار أن ابن المنطقة والسوق هو أدرى بها من الآخرين؛ وكانت هذه هي نقطة التحول، فبات لدينا فريق عمل في قسم البرامج والتوزيع والسوق، مكون من عناصر لها مراكز قيادية أكثر، وتتخذ قرارات في المؤسسة، بمعنى أن أبوابا جديدة فتحت لنا.

هل المنتج الإعلامي الذي أتى به هذا التوجه نال رضا المتابع العربي؟

هناك صراحة تباين في الصدى ورد الفعل..يجب أن نعترف أولا بأنه ثمة طفرة كبيرة حدثت في العالم العربي في ما يتصل بالمنتج المحلي، فأصبح كل إنسان عربي أقرب للإنتاج النابع من بيئته من أي إنتاج آخر.. ونحن نخاطب أصحاب العقول ضمن شرائح متعددة، وهو بالمناسبة شعار المؤسسة: “نخاطب العقول”.. نتوجه إلى من له القدرة على إعمال عقله.

وإلى حد كبير، بدأت الفئة المذكورة تستوعبنا وتكون على دراية بنا؛ لكن رغم ذلك، تبقى ردود الفعل متباينة، فهناك مساحات تلقى الإعجاب، خاصة تلك المتعلقة بألمانيا ونقل مجالات التميز الألمانية؛ في حين تبقى مساحات أخرى مواضيع صادمة للمجتمعات العربية، وتنم عن ثقافة المؤسسة باعتبارها مؤسسة ألمانية، مثل الموقف من الدين والجنس والسياسة.

إلا أن الصدمة أحيانا تكون إيجابية، فحتى عندما يرفض المتابع العربي الفكرة، إلا أنه يبقى مرحبا بها، لأنه يتقبل من يصدمه في معتقداته وقناعاته ويجعله يعيد التفكير فيها، وقد يصل إلى النقطة التي تجعله ثابتا على موقفه دون أن يغيره، لكنه على الأقل يرحب بالتحدي.

هل عرضتكم هذه الصدمات لتجارب من المنع؟

فعلا، تعرضت برامجنا التي صورت بالشراكة مع مؤسسات لعدم البث، في كل من المغرب والعراق ومصر، على سبيل المثال.

من يتحمل المسؤولية عن ذلك؟

بكل صراحة، المسؤولية متبادلة بين الطرفين، أي المؤسسة والشريك.. كلاهما مسؤولان على القدر نفسه من المساواة والندية. ونحن كمؤسسة ألمانية حريصة على التواجد في الأسواق والاحتكاك بالمؤسسات في العالم العربي أكثر اهتماما بموجات رد الفعل السلبية، لكن الذي يطمئننا هو أن تلك التجارب كانت تمر بسلام والحمد لله.

نشعر بعد تلك التجارب أننا تعلمنا، سواء عن طريق الخطأ أو الصواب..وحتى الذين يعيشون مثلا في المجتمع الألماني لسنين كثيرة يشعرون وكأن الزمن توقف في ما يتصل بما يحكيه الغرب عن المسلمين.

وأعتقد أننا كعرب، وهنا أن أتحدث عن نفسي بصفة شخصية، كإنسانة عربية أعتز بعروبتي ومسلمة أعتز بإسلامي، من الإيجابي أن نتفاعل مع هذا الصدام وعدم الفهم الكافي لثقافتنا؛ والخطر الأكبر في رأيي هو ألا نعتاد على طرح الأفكار بشكل مفتوح، فتكون قناعاتنا قابلة للاهتزاز بسهولة، وغير مبينة على إيمان حقيقي بالقيم التي نحملها.

لا أدري لماذا نخاف من الاختلاف، فصراع الأفكار يكون له في بعض الأحيان معنى إيجابي، سيكون أفضل للأجيال القادمة.. والمفروض أن هويتنا ليست ضعيفة لنخاف من الصدام والاختلاف.

أنت ككفاءة عالية ومُتحجبة ومسلمة، وتقيمين في دولة غربية مثل ألمانيا، هل سبق أن تعرضت إلى جانب باقي زملائك العرب في المؤسسة للتمييز؟

في مؤسسة DW هناك تعايش تام، وأعتقد أن ذلك حاضر بشكل كبير لأنها مؤسسة دولية، وهذا لا يعني عدم وجود أشخاص يحملون فكرا عنصريا.. لكننا في مؤسسة دولة وقانون، وهذا يعني أن التمييز الممنهج غير موجود؛ بل هناك تعايش قوي.

ولا أخفيك أن هذا الشعور تعزز مع الإدارة الجديدة لبتير ليمبورغ، منذ قدومه عام 2013.. فأنا أشتغل في “دويتشه فيله” لخمس سنوات، ويمكنني القول إني صرت الآن قريبة من دوائر كثيرة للقرار بها، وأعتقد أن هناك اهتماما بالكفاءات في مناطق كثيرة من العالم، ومن ضمنها المنطقة العربية، لأن العرب هم أكثر قدرة على إدارة أمورهم.

ماذا عن منتدى “دويتشه فيله” العالمي للإعلام، الذي احتضنته بون قبل أيام قليلة، هل نجحتم في تحقيق الأهداف المسطرة له؟

من أهم الأهداف التي سطرت في الملتقى جمع نخب إعلامية من كافة أنحاء العالم، ومنحهم فرصة للمشاركة في ندوات وورشات عمل ذات محتوى إعلامي رفيع بشكل كبير. ويمكنني القول إن جزءا كبيرا من هذه الأهداف تم تحقيقها.

لقد نظمنا لقاءات عمل على نطاق مصغر بين الإعلاميين ومسؤولي المؤسسات الإعلامية من أنحاء العالم، كما كنا حريصين على أن يلتقي الصحافيون والإعلاميون ومعدو البرامج الخبراء في مجالات متعددة، وذوي الاهتمامات القريبة، في جو من الحوار وتبادل الخبرات.

أترك لك كلمة أخيرة.

يتبادر إلى ذهني أمر بعيد عن عملي..لا أخفيك أني وقعت في غرام المغرب، وبما أن هسبريس منبر مغربي أوجه عبره تحية لكل المغاربة، لأني فعلا مغرمة بالبلاد منذ زيارتي الأخيرة والوحيدة إليها العام الماضي، ليس فقط لجمالها، بل لأني شعرت فيها بالرقي والثقافة الحاضرة التي كنت دوما أسمع عنها في الحكايات.

يقولون إن المغاربة يتطلعون إلى أوربا أكثر من العالم العربي، لأن طموحهم أكبر، لكني أقول لهم: لا تنسوا إخوانكم العرب، لأننا في حاجة ماسة إلى تبادل أكثر، وللمغرب الكثير ليقدمه.

‫تعليقات الزوار

9
  • زائر
    الأحد 3 يوليوز 2016 - 02:02

    لفهم الموضوع جيدا لابد من قراءة الكتاب الثالوث المحرم لبوعلي ياسين.

  • سعيد
    الأحد 3 يوليوز 2016 - 02:10

    التوعيه والجهل هم اسباب هدا الثالوث
    كيف تريد لانسان العربي ان يكون مثل الاوروبي والمدارس مدمره
    كيف تريد ان يكتشف اوروبا وهو مدمر ثقافيا
    جل تفكيره هو الموامره المسونيه والمسونيين الحقيقين هم العرب

  • منى
    الأحد 3 يوليوز 2016 - 02:38

    لا ثالوث ولا رابوع …..الدين يشمل كل شيء بما فيهم الجنس والسياسة والاقتصاد و الصحة ووووووو…….قولوا بصراحة نحن نمهد لعلمانية صريحة بلا لغة خشب ولف ودوران …..انشري هيسبريس في هذه الليلة المباركة

  • ريفي مغربي
    الأحد 3 يوليوز 2016 - 03:31

    نتطلع لأوروبا وليس للعرب، بكل بساطة لأننا لسنا عرب، بل نحن أمازيغ وفخرون

  • faouzi OUJDI
    الأحد 3 يوليوز 2016 - 03:34

    الثالوت الملعون هو الذي صدم به بن زيدان الطبقة العاملة ، تمديد سن التقاعد ، رفع مساهمة الموظفين في الصندوق ثم احتساب 2/ بدل 2.5 ،،،،

  • موح
    الأحد 3 يوليوز 2016 - 05:13

    مع توفق الزمن عن ما يزيد عن اربعة عشر قرنا, لا تفكير وتقدم ولا ابداع. كلما تكلم الانسان اختراع او كشف او شيء جديد نسمع من المسلمين العرب شيء واحد يترددونه كل مرة كالببغاء " ان هدا مدكور في القران". كيف ما كان نوع الاكتشاف يجدون له التبرير والشروحات !
    المغرب مع الاسف ينظر الئ المشرق اكتر ما ينظر الئ الغرب وهو في حالة التخلف لانه يحاول نسخ مايراه.
    المنظر الدي نراه هو التطرف والتكفير والقتل وزرع الفتن. الفتنة قادمة من المشرق والحل هو بناء جدار عازل !!!!!

  • عز الدين
    الأحد 3 يوليوز 2016 - 07:43

    للتحدي فقط ,انتجوا برنامجا عن المشككين في ارقام او وجود محرقة اليهود على يد النازيين او ابادة الفلسطسنيين على يد الصهاينة و عندها سنتكلم عن الثالوت المحرم.

  • محمد الصابر
    الأحد 3 يوليوز 2016 - 14:15

    المشكلة ليست فقط ثالوث الدين والجنس والسياسة بل عقلية أغلبية الناس وموقفها من الثقافة ومايتم تمريره عليها دون منطق ولاتفسير والمشكلة أيضا هي المعرفة والعلم والتربية لدى الاغلبية الساحقة من غير المتعلمين بل حتى المتعلمين المحدودي التكوين ومايكرسونه من غزعبلات وترهات غير مبررة ولامعلمنة لدرجة الكفر المعرفي والتهجم على من يحمل بعض بوادر المعرفة ، اذن المسألة شائكة والحلول في اعتقادي هي عدم الانجرار والوعي بما يدور سواء في الثقافة أو الاعلام والتمييز بين عناصر الدين نفسه ومايدور في فلكه وماتقدمه القنوات التلفزية والانترنيت بتمييز بين الصالح والطالح وفق معايير يحددها كل شخص وكل أسرة .ان المسألة اذن شائكة أمام الأميين والقرويين وغير المتعلمين لان هناك جهات سياسية وحزبية تريدهم أن يبقوا على الحالة كما هي وعلى نفس النمط في العيش والتفكير،وهذا ماقد يؤزم الوضعية مستقبلا حين يتوفر لدينا جيل لايفكر الا فيما يأكل ومايتزوج ومايستهلك بأبسط مجهود وتكلفة وفي أقرب وقت وبدون رقيب ولاضمير ولاأخلاقيات ولايحزنون…. عند ذاك سيبقى الفرق وسيتسع بين الواعين وبين أصحاب الاستهلاك والترويج… وهذا حالنا .

  • Ahmed
    الإثنين 4 يوليوز 2016 - 09:44

    نعم المانيا دولة قانون لدلك انضري الى قانون الاندماج الجديد جيدا. هو ينص على المساوات بين المراة و الرجل بالمفهوم الاروبي مثلا. انضري ال قانون احترام و تقبل القيم الاخلاقية الالمانية مثلا واللدي يتناقض مع الاسلامية مثل السماح للفتاة بالسباحة في مسبح مختلط
    اما ما يقوله الالمان عن الحجاب فانهم يرونه كعلامة اضطهاد للمراة و ربما علامة تخلف
    استيقضي يا اختاه فهده حي الحقيقة

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب