خصصت غالبية صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء، أبرز تعالقيها ، لسلسلة الهجمات التي استهدفت المانيا في الايام الاخيرة ، وللعلاقة بين اسكوتلاندا وأنجلترا بعد خروج هذه الأخيرة من الاتحاد الأوروبي.
ففي ألمانيا تركز اهتمام الصحف على سلسة أعمال العنف التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة والمثيرة للجدل . صحيفة (أوسنابروكر تسايتونغ ) ترى أن هذه الاعتداءات جاءت نتيجة التغيير الجوهري الذي شهدته ألمانيا ونتيجة دخول ” مقاتلي التنظيمات البغيضة التي وضعت استراتيجية جديدة للإرهاب واستقطاب مرضى نفسيين لديهم رغبة في تحقيق إنجاز كبير في حياتهم الفاشلة ولو لمرة واحدة ، وقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص وبأي شكل من الأشكال وحتى ولو كلف ذلك حياتهم “.
من جهتها أكدت صحيفة (تاغسشبيل ) على ضرورة اعتماد ” اليقظة والحكمة في هذه الأيام العصيبة ” مشيرة إلى أن وزير الداخلية توماس دي مايزيره أوضح أن كل أعمال العنف التي جرت في الايام الاخيرة مختلفة في طبيعتها ، وهذا هو الأساس ، وفق الصحيفة ،إذ أن اعتداء ميونيخ مختلف تماما عن الهجوم بمدية في ريوتلنغن ، الذي يختلف أيضا عن الهجوم بساطور في فورتسبورغ ، لكنه له علاقة باعتداء أنسباخ الذي يدخل ضمن نشاط الارهابيين داعية إلى ” الحفاظ على تماسك الديمقراطية في البلاد ” .
أما صحيفة (دي فيلت ) فاعتبرت أن ما وقع في ألمانيا ستكون له عواقب سياسية من نوع خاص مشيرة إلى أن عملية تخزين بيانات كل الذين يدخلون إلى ألمانيا مسألة ضرورية ، لأن سياسات اللاجئين تحتاج إلى معرفة دقيقة لبعض التفاصيل حماية للدولة.
بالنسبة لصحيفة (فيتسلاره نويه تسايتونغ) فإن مرتكبي هذه الاعتداءات الفردية ، سواء كان مسلح ميونخ أو مرتكب جريمة ريوتلنغن أو قاتل أنسباخ فجميعهم ” لديهم قواسم مشتركة ” .
وخلصت الصحيفة إلى أن المرحلة الراهنة تعتبر بداية لإيجاد حلول للسيطرة على مثل هذه العمليات وذلك عبر القانون الجنائي الذي هو في حاجة ماسة إلى بعض التغييرات المستعجلة.
في السياق ذاته واصلت الصحف الفرنسية التعليق على هذه الهجمات مع ربطها بالسياسة التي يتبعها البلد تجاه اللاجئين.
وكتبت صحيفة (لوموند) ان المانيا في حالة صدمة ، مشيرة الى انه خلال اقل من اسبوع، تم تنفيذ اربعة هجمات عنيفة على ترابها، اثنان منها من قبل شابين لاجئين مساء الاحد 24 يوليوز.
واضافت الصحيفة انه فيما انخفضت حدة موضوع اللاجئين خلال الاشهر الاخيرة بعد اغلاق طريق البلقان، فانه يوشك ان يطبع النقاش السياسي خلال هذا الصيف، بعد سنة من بداية الموجة الكبرى لوصول اللاجئين الى المانيا، مشيرة الى ان سياسة انجيلا ميركل تعتبر من قبل اليمين المتطرف سخية جدا.
من جهتها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان انجيلا ميركل اختارت ضبط النفس ،مبرزة ان المستشارة الالمانية تريد الطمأنة وتجنب تنامي الذعر .
من جانبها قالت صحيفة (ليبراسيون) انه بعد سلسلة الهجمات تريد السلطات الالمانية تجنب الاضطراب، مضيفة انه امام هذه السلسلة السوداء، تخشى الحكومة من تضاعف تخوف السكان من المهاجرين الذين وصل عدد قياسي منهم الى البلاد السنة الماضية.
واشارت الى ان اصواتا ترتفع ضمن السياسيين ونقابات الشرطة من اجل مراقبة افضل للمهاجرين.
في نفس الاطار كتبت صحيفة (لوسوار) البلجيكية تحت عنوان ” ألمانيا وسط دائرة الإرهاب” أن البلاد تعيش أعلى درجات التوتر حيث تتوالى الهجمات منذ أسبوع “.
وأوضحت أنه إذا كانت بعض هذه الهجمات عمليات متفرقة بسيطة، فإن اثنين منها أعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عنهما وهو حالة الاعتداء الأخير في ليلة الأحد الإثنين والذي كان وراءه طالب لجوء سوري يبلغ من العمر 27 سنة يعاني من أمراض نفسية.
أما (لاليبر بلجيك) فأكدت أنه على مدى أسبوع عرف جنوب ألمانيا أربعة هجمات، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن اثنين منهما، مضيفة أن “الألمان يرفضون الخضوع إلى الخوف “.
وأشارت إلى أن ” السلسلة السوداء تستمر بعد عملية إطلاق النار في ميونيخ، والهجوم بالفأس في قطار قرب فورتزبورغ، وبمدية بروتليغن فضلا عن اعتداء آنسباخ” مشيرة إلى أن ألمانيا تتساءل متى ستتوقف هذه الأحداث الدموية والمرعبة “
الى ذلك أكدت صحيفة (بوبليكو) البرتغالية أن الهجمات التي تعرضت لها ألمانيا تسائل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من جديد حول سياستها المتعلقة بالهجرة واللجوء.
واعتبرت الجريدة أن هذه الهجمات من شانها التقليص من هامش المناورة لبرلين وإعطاء نفس جديد لبعض المجموعات كالحزب الألماني اليميني المتطرف.
أما (دياريو دي نوتيسياس) فكتبت تحت عنوان ” اليمين المتطرف يهاجم ميركل “أن رئيس حزب البديل لألمانيا، اليميني الشعبوي، لم يتأخر في الهجوم على ميركل بسبب سياسة فتح الأبواب أمام المهاجرين.
وأضافت الجريدة أن ميركل قالت في مداخلة لها بعد انعقاد مجلس الأمن التابع للحكومة السبت الماضي إن جميع الإجراءات تم اتخاذها لضمان أمن وحرية الأشخاص.
في المنحى ذاته كتبت صحيفة (إلباييس) الاسبانية أنه هذا الاعتداء هو الثاني بألمانيا في ظرف أسبوع بعد ذاك الذي وقع بميونيخ، مشيرة إلى أن منفذ هذا الاعتداء الذي تبنته مجموعة “داعش” الإرهابية، كان يستهدف مهرجانا لموسيقى البوب تابعه نحو 2000 شخص.
من جهتها نقلت (أ بي سي) عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية قوله إن السوري الذي فجر نفسه في أنسباخ وصل إلى ألمانيا قبل عامين، وسعى، دون جدوى، للحصول على اللجوء السياسي، مشيرا إلى أن لهذا الإرهابي سوابق في تعاطي المخدرات وجرائم أخرى، وأنه كان مهددا بالترحيل إلى بلغاريا.
أما صحيفة (لاراثون)، فأشارت إلى أن الحكومة الألمانية دعت إلى الهدوء وعدم الإلقاء باللائمة في ما يقع على جميع اللاجئين، معربة عن عزمها مواصلة سياسة الهجرة والبقاء ضمن التحالف الدولي الذي يحارب ما يسمى ب”الدولة الإسلامية” في العراق وسورية.
وفي سياق متصل كتب صحيفة (إلموندو) أن التفتيش الذي أجرته مصالح الأمن الألمانية بمنزل الانتحاري مكن من حجز مواد تستخدم في صناعة المتفجرات، وصور وأشرطة فيديو لما يسمى ب”الدولة الإسلامية”، كما عثرت على الحاسوب الخاص به.
من جانبها، ركزت الصحف البريطانية من ناحية اخرى على العلاقة بين اسكوتلاندا وأنجلترا بعد خروج هذه الأخيرة من الاتحاد الأوروبي، والشراكة الموقعة بين شركة آمازون والحكومة البريطانية وحركة المرور بين أنجلترا وفرنسا.
وتناولت (الغارديان) تصريحات الوزيرة الأولى الاسكوتلاندية نيكولا ستورغيون التي اعتبرت أن اقتراعا جديدا حول استقلال بلادها يجب أن يبقى خيارا مرتبطا بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
وكتبت الجريدة نقلا عن ستورغيون ” إذا ما لاحظنا أن مصالحنا لا يمكن الحفاظ عليها في بريطانيا، فإن الاستقلال يجب أن يكون إحد الخيارات التي على اسكوتلاندا أخذها بعين الاعتبار “.
أما (دايلي تيليغراف) فقد سلطت الضوء عل الشراكة بين العملاق الأمريكي في التجارة الإلكترونية أمازون والحكومة البريطانية من أجل الدفع بمشروع تسليم الطرود الصغيرة بواسطة طائرات بدون طيار.
أما (الإنديبندانت)، فقد اهتمت بالقلق المتنامي لسائقي السيارات والمصطافين البريطانيين بخصوص حركة المرور على الحدود الفرنسية البريطانية حيث يخشون الازدحامات بسبب تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود عند ممر دوفرز.
