خصصت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية حيزا هاما من صفحاتها لأداء الميزان التجاري الأرجنتيني خلال النصف الأول من السنة الجارية، ولتوقعات اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (سيبال) بشأن الناتج الداخلي الخام للأرجنتين خلال هذه السنة، وكذا لإنشاء لجنة وطنية معنية بالتغيرات المناخية بهذا البلد الجنوب أمريكي.
كما اهتمت صحف المنطقة بالإجراءات المتخذة لتأمين دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها مدينة ريو دي جانيرو (من 5 إلى 21 غشت المقبل)، وبتواضع جودة المعدات التي وضعت رهن إشارة الوفود الأولمبية المشاركة، وكذا بالمشروع الرامي إلى تعديل قانون ترحيل الرساميل نحو البرازيل بهدف رفع المداخيل.
ففي الأرجنتين، أبرزت الصحف أن الميزان التجاري للبلاد حقق فائضا بقيمة 479 مليون دولار خلال النصف الأول من السنة، مقابل عجز بقيمة 483 مليون دولار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك نتيجة تراجع حجم الواردات أكثر من الصادرات.
وأوضحت الصحف، استنادا إلى معطيات للمعهد الوطني الأرجنتيني للإحصاء، أن صادرات البلاد، والتي شملت على الخصوص المواد الأولية والمنتوجات الفلاحية، بلغت 7ر27 مليار دولار، بتراجع بنسبة 6ر2 في المائة قياسا بالستة أشهر الأولى من السنة الماضية (4ر28 مليار دولار)، في حين بلغ حجم الواردات 2ر27 مليار دولار، بانخفاض بواقع 8ر5 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي (9ر28 مليار دولار).
وأشارت إلى أن الميزان التجاري للأرجنتين سجل خلال النصف الأول من العام الحالي عجزا بناقص 6ر1 مليار دولار في المبادلات مع دول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (الميركوسور) وكذا مع تجمع دول النافتا (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك)، وبلغ 5ر1 مليار دولار، ومع الصين 8ر2 مليار دولار، ومع الاتحاد الأوروبي نحو 529 مليون دولار.
ومن جانب آخر، توقفت الصحف عند توقعات اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (سيبال) التي أشارت إلى تراجع الناتج الداخلي الخام للأرجنتين بنسبة 5ر1 في المائة خلال السنة الجارية، بفعل تأثير السياسات الحكومية بشأن الأسعار والتضخم، وهو ما ساهم بدوره في “تراجع الأجور الحقيقية والاستهلاك”.
ونقلت الصحف عن السكرتيرة التنفيذية للجنة، أليسيا بارسينا، قولها إن الأشهر الأولى من السنة الجارية تميزت بارتفاع أسعار الخدمات العمومية، نتيجة وقف الدعم الحكومي، وبتسارع ارتفاع نسبة التضخم، بسبب تحرير أسعار الصرف، وكذا بانخفاض الأجور الحقيقية، الأمر الذي أثر سلبا على الاستهلاك.
وأضافت الصحف، حسب المصدر ذاته، أن التضخم، الذي بلغ في دجنبر الماضي نسبة 5ر27 في المائة تسارعت وتيرته خلال النصف الأول من السنة إلى أن بلغ معدله حاليا نحو 1ر43 في المائة، مبرزة أن ارتفاع مؤشر الأسعار، إلى جانب تراجع قيمة العملة المحلية (البيسو)، وارتفاع أسعار الفائدة، كلها عوامل أثرت على النشاط الاقتصادي.
وفي موضوع آخر، تطرقت الصحف إلى إعلان الحكومة الأرجنتينية عزمها إنشاء لجنة وطنية معنية بالتغيرات المناخية تتولى رسم سياسات تسمح بمواجهة انعكاسات هذه الظاهرة وتحسيس المجتمع بتداعياتها وخطورتها.
وأوردت أن نص المرسوم المتعلق بخلق هذه اللجنة، الذي نشر أمس الاثنين بالجريدة الرسمية للبلاد، يشدد على أن “التغيرات المناخية تشكل إحدى التهديدات الكبرى التي تواجه المجتمع الدولي ككل”، مبرزة أن هذه اللجنة، التي ستتولى رئاسة مجلس الوزراء قيادتها وتنسيق عملها، ستضم كبار المسؤولين بوزارات الطاقة والتعدين، والإنتاج، والفلاحة، والنقل، والبيئة والتنمية المستدامة، والتنمية الاجتماعية، والخارجية، والتربية والرياضة، والعلوم، والداخلية، والمالية، والثقافة.
وفي البرازيل، أولت الصحف المحلية اهتمامها، على الخصوص، للإجراءات المتخذة لتأمين دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها مدينة ريو دي جانيرو، ولجودة المعدات التي وضعت رهن إشارة الوفود الأولمبية المشاركة، وكذا للمشروع الرامي إلى تعديل قانون ترحيل الرساميل إلى البلاد بهدف رفع المداخيل.
ونقلت صحيفة (أو غلوبو) عن وزير العدل البرازيلي، ألكسندري دي مورايس، قوله إن مراقبة الأشخاص المشتبه في صلتهم بالإرهاب لن تقتصر على فترة دورة الالعاب الاولمبية في ريو فقط، بل ستكون إجراء دائما.
وأضاف، حسب اليومية، أنه يتعين ضمان شعور زوار البرازيل خلال دورة الالعاب الاولمبية بالأمان، مشيرا إلى استخدام أحدث أجهزة رصد المتفجرات والمواد الخطرة، ووضع نظام معلوماتي لجمع البيانات التي توفرها الشرطة الفيدرالية والشرطة الدولية في المطارات الرئيسية لرصد الركاب الذين لديهم مشاكل مع السلطات.
ومن جهتها، توقفت صحيفة (جورنال دو برازيل) عند الانتقادات التي وجهتها الصحافة الألمانية لجودة المعدات التي وضعت رهن إشارة 207 من الوفود الأولمبية المشاركة في المنافسات، مبرزة أن الصحف الألمانية أجمعت على أن القرية الأولمبية والبنيات التابعة لها “متواضعة الجودة” وتنبعث منها “رائحة الفساد”.
وأضافت اليومية أنه منذ انهيار مقطع طرقي خاص بالدراجات في أبريل الماضي بريو مخلفا مقتل شخصين، تراجعت الثقة في جودة الأشغال المرتبطة بالألعاب الاولمبية بشكل كبير”، مشيرة إلى أن أناقة المظهر الخارجي للقرية الاولمبية تتناقض مع تواضع مبانيها من الداخل.
وذكرت (جورنال دو برازيل)، من جهة أخرى، أن تعديل قانون استعادة الأموال سيوفر نحو 21 مليار من المداخيل مقابل 8 مليارات دولار خلال السنة الضريبية الحالية.
