السياسة وخدمة المجتمع واتحاده جنسه البشري أية علاقة؟

السياسة وخدمة المجتمع واتحاده جنسه البشري أية علاقة؟
الجمعة 29 يوليوز 2016 - 21:19

المغاربة شعب يتفاعل مع الحدث والصورة كيفما كانت بجميع أطيافها وألوانها وحتى الشفافة منها، وكيفما كان الحدث دوليا أو وطنيا ، قد تجد المعارض والمؤيد للقضية و ألا “مبالي”، شعب ذكي ومندفع وكريم ، يتفاعل في الأحزان والمسرات والسبب الرئيس يرجع إلى خلطته الاجتماعية السحرية (الشعبية) التي تجمع ما بين العديد من الأعراق والثقافات والتوجهات وهي دليل أكبر على التسامح والتعايش الذي تحظى به جميع أطيافه على حد السواء .

إن ما نراه يوميا من – تغاريد وصور وفيديوهات – على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها البحر الأزرق ،الموقع المفضل لعامة الشعب خصوصا منهم الفقراء لأكبر دليل على التفاعل بسلبياته وإيجابياته ، إنه الشعب الذي تأثر بموت بائعة الرغيف عندما حرقت نفسها ورحلت عن العالم ، إنه الشعب الذي مازال يبكي داخله فاجعة نيس الغاشمة، إنه الشعب الذي انتفض ضد معاشات البرلمانيين(دون جدوى) وضد الأزبال القادمة من وراء البحر، إنه الشعب الذي طالب بالبديل قبل خروج شعار: ” زيرو ميكا” ، إنه الشعب الذي خرج بجميع فئاته مؤخرا ينادي ب: “زيرو إجرام”.

كثير هي الأسئلة التي تراودنا جميعا للخروج من الأزمات الحائقة بنا والمتربصة دائما بتأخير عجلة التطور والترقي للمستويات الثلاثة والمرتبطة ارتباطا وثيقا ( فردي – وطني – عالمي).

إن ما يعيشه اليوم وطننا الحبيب من مشاكل على جميع الأصعدة يرجع بالأساس إلى عدة قرارات تفتقد النضج وهي بالأساس سبب في تطاحن الأحزاب السياسية التي تحاول تغطية وجهها بمساحيق لامعة تحاول اجتذاب المواطن ببرامج خالية من الروحانية براقة وجيدة الصياغة خصوصا فيما يتعلق بخدمة الفرد والمجتمع واتحاده ثم الارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة .

كثير هي الأسئلة التي تراودنا فيما يتعلق بخدمة المجتمع وكيفية الوصول إلى الاتحاد البشري وسط هذا الاحتضار البطيء لبشرية معذبة تعاني من مخلفات تناحر قوى الهدم والبناء في المجتمع الواحد.

إن الفرد يشكل النواة الأصلية للمجتمع وأي إصلاح لهذا الأخير يرتبط بمدى نضج الأول وقدرته على تملك مهارات وقدرات تساهم في بناء المجتمع لأن الحضارة المدنية هي حركة محسوسة وظاهرية لهذا العالم ومرتبطة ارتباط قويما بين قدرة الفرد على المساهمة في تغيير نفسه أولا وتغير مجتمعه.

أليس الهدف من الحياة هو معرفة وعبادة الله ؟ ألا يعني هذا أننا خلقنا لنحمل مشعل الحضارة المدنية إلى الأبد ؟متى سيدرك الفاعل في المجتمع كيفما كانت صفته أن تفضيل المصلحة العامة على الفردية سبيل أوحد إلى التقدم والازدهار؟

إن مجتمعنا اليوم يفتقد إلى ما يسمى بالتربية الأخلاقية لأفراده التي تتطلب قوى جديدة وإظهارها في الأفراد منذ الصغر ، وعبر السنين يساعد الوجود الإنساني أخذ شكل مريح له ، كإنسان أخلاقي يمتلك وعي عالي يكرس نفسه للتطوير الروحاني واكتساب الكمالات وتغيير المجتمع من حوله ، فلنتخيل اليوم أن جميع الساسة أخلاقيون يؤمنون بوحدة الهدف المشترك وهو خدمة المجتمع ، وفهم الهدف المزدوج بشقيه (فردي- جماعي) مرتبطين وليسا منفصلين أو متناقضين وعلى الفرد أن يدرك أنه يجب الموازنة بين الاثنين ليس كشيئين معاكسين أو نقيضين ، وكيفما كان الفرد الفاعل في المجتمع سياسيا أو حقوقيا أو جمعويا لا يمكنه أن يجلس ويقول هل أعمل لنفسي أوللمجتمع ؟أو هل أضحي لصالح نفسي أو لصالح المجتمع؟ لا يمكن أن يكون هذا هو تفكير الفرد – النبيل – لأن ما هو صالح للمجتمع صالح بالضرورة للفرد أيضا وهما وجهين لعملة واحدة .

إن مفهوم خدمة الجنس البشري يختلف من شخص لآخر إلا أن مضمونه يتمحور حول خدمة جميع البشر رغم اختلاف أطيافهم ونحلهم ومللهم وألوانهم وجنسهم ونوع الخدمة هذه و مدى فهمها هو الذي يساهم في وحدة الجنس البشري كمبدأ يجب الإيمان به وفهمه لأننا” قطرات بحر واحد وأوراق غصن واحد” وأننا جزء من الحركة الكلية وأن حقيقتنا الفردية تظهر وتتجلى عندما تصل إلى مستوى وحدة البشرية التي هي حقيقة وجودنا ، كما يجب ألا نفهم أن مبدأ وحدة الجنس البشري وسيلة تساعدنا على أن نكون أقوى ونسعى إلى العيش الأفضل السعيد بقدر ما يجب أن نفهم أن الفرقة والشقاق بين أفراد المجتمع كيفما كان توجههم ليس هو حقيقة الوجود، وألا نسعى في البحث وراء المستويات السطحية بل عن الوحدة الحقيقية التي نرى فيها إنجازات الآخرين هدفا لحياتنا ونرى سعادتنا في سعادة الآخرين ، وهذا ما يجب على كل فاعل في المجتمع كيفما كان توجهه التحلي به والعمل على إرسائه.

إن غياب المهارات والقدرات لا يساهم في سرعة تغيير المجتمع ، ولكي ينجح الفرد في مهمته هذه يتطلب التمتع بمهارات وقدرات لازمة للوصول إلى الهدف الأسمى والأول (تحقيق السلام العالمي )، ولتعزيز القول لابد من إعطاء مثال واضح حول كيفية تعزيز القدرة وخير مثال : المعلم الماهر في تربية النشء يتعلم مهارات مختلفة متعلقة بميدان التعليم والتعلم ومدركا لقوانين التربية وكيفية معالجة جميع المشاكل والمعيقات المرتبطة بمفهوم العمل وبيئته ،فجميع هذه الآليات وبعض المهارات والمفاهيم والمعرفة ومدى تمكنه من المعلومات وكيفية استثمارها في الوضعيات البيداغوجية الصعبة وإيجاد الحلول الناجعة لتلافيها …. وغيرها ،كل هذا يؤهله أن يكون فردا ذو مقدرة على تحقيق المردودية وتجويد العمل التربوي بصورة جيدة . وميدان التربية لا يختلف عن الميادين الأخرى التي تتطلب بدورها مهارات وقدرات تساهم في تنمية الإبداع لدى الأفراد والقدرة على حل المشاكل بأضعف الخسائر.

إن المقاصد العالية والمبادرات الخالصة ، غير كافية بالتأكيد إذا لم تدعم بمقاييس علمية وسليمة تسعى إلى نبذ التعصبات الفكرية والطائفية والدينية والسياسية نحو تحقيق إرادة جماعية أساسها إصلاح الفرد بصفته النواة الأولى في تقدم المجتمع ورقيه

‫تعليقات الزوار

5
  • هجر
    السبت 30 يوليوز 2016 - 08:43

    السياسة لعبة قذرة لا يتقنها إلا المنافقون والأفاقون مع العلم أنها جاءت لخدمة المجتمع متى يكون السياسيون أخلاقيون بالتالي سيتحقق الاتحاد

  • ياسين
    السبت 30 يوليوز 2016 - 09:17

    إنه لشعب مسكين ينصهر بسهولة مع الأحداث والظواهر التي هي بالأساس مجرد سيناريوهات لمسرحية محبوكة جيدا لقياس مدى وعيه وتأثره ومدى تفاعله مع مجريات الواقع المرير .لكن وراء هذه الأحداث هناك قوانين تمرر في صمت وامتيازات تمنح مع ابتسامة عريضة.إنه لشعب غبي بالفعل أمام ما يدور في الكواليس وما يعلن لنا عبر قنوات الْخِزْي والعار.فموعدنا الاستحقاقات البرلمانية المقبلة لتغيير هذا الوضع.

  • كرمل سعودي
    السبت 30 يوليوز 2016 - 10:04

    عصفور يغرد بنغمة تشتاق اليها اذان العالم فجميع البشر يتفق علي حلم واحد ان يعيش في سلام وامان في ظل الحضارة والتمدن بعيدا عن الفرديه والانانيه وبعيدا عن اصحاب المصالح والفكر المتطرف ان يسعي الفرد جاهدا في خدمة المجموع سيعود عليه بالتاكيد بالنفع وتعم الفائده والخير للجميع الفرد هو جزء هام يشكل نسيج الانسانيه وهو بما وهبه الله من فضائل ساميه يستطيع الوصول بتفعيلها في نفسه اولا الي اعلا درجات الرقي المادي والروحاني شكرا للتنوير واتمني بكلماتكم المخلصه تعم الفائده والخير

  • موسىا
    السبت 30 يوليوز 2016 - 11:28

    فعلا ما نحتاجه اليوم سياسيون أخلاقيون يفضلون المصلحة العامة على الخاصة ليس هؤلاء الذين لايعترفون بأننا جنس واحد والله خلقنا سواسية كونوا أخلاقيون وبالتالي سنصل إلى الاتحاد كما أبرز الكاتب

  • محسن
    السبت 30 يوليوز 2016 - 16:35

    لو نزعنا التعصبات بجميع انواعها سنصل الى الوحدة العالمية وهي اساس كل شيء اما التطاحن والتباعد ليس من شيم النبلاء لاننا خلقنا من اصل طيب شكرا كاتب المقال

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين