إلى السيد الوزير: لا للرداءة في جامعتنا

إلى السيد الوزير: لا للرداءة في جامعتنا
الأحد 10 أبريل 2011 - 15:55

السيد الوزير:


أجدني مضطرا لأوجه إليكم هذه الرسالة المفتوحة ، لأثير انتباهكم للمشاكل المتراكمة و الصعوبات المتزايدة التي تواجه الأساتذة الباحثين وهم يمارسون مهامهم . وهي مشاكل وصعوبات ناتجة عن التفاوت المهول بين مستويات الطلبة الملتحقين بالمؤسسات الجامعية ( وخصوصا كليات العلوم ) وبين المستوى الذي يجب أن يكونوا عليه لمواجهة متطلبات تعليم جامعي مركز ومحصور في الزمن يفرضه نظام الفصول الجديد . وهو تفاوت لا يفتأ يتفاقم ويستفحل سنة بعد أخرى .


وعلى الرغم من كل المجهودات الديداكتيكية والبيداغوجية التي يبذلها الأساتذة الباحثون: (توفير المطبوعات وإعطاء دروس مبسّطة ومدعّمة بأحدث التقنيات المعلوماتية والتواصلية، وتقديم محاضرات، وتخصيص حصص للمراجعة، والسهر على التوجيه والمصاحبة)، فإن نتائج استيعاب الطلبة تظلّ ضعيفة جدّا.


إنني أرفض شخصيا، وبمشاطرة كثير من الزملاء، المطلب الذي يجبر الأساتذة على تبسيط نظام التقويم، حتى يتاح لأكبر عدد من الطلبة استيفاء الوحدات عن غير جدارة واستحقاق .


إننا نجازف، السيد الوزير بهذا الشكل من التواطؤ والتراضي، بأن تتحول مؤسساتنا الجامعية إلى آلة لتفريخ مجموعة من الطلبة المجازين الأميين ، الشيء الذي يضرب في الصميم مصداقية الجامعة المغربية ، و قيمة الشهادات التي تسلمها، و قيمة الهيئة التدريسية بها.


السيد الوزير. إننا كثيرا ما نتحدّث عن الطلاب الذين يأتون إلى الجامعة، وكأنهم وافدون من بلد أجنبي أو من كوكب آخر! … في الوقت الذي تمّ فيه تكوينهم داخل معاهد ومدارس، غالبا ما تكون على بعد بضعة أمتار فقط من المؤسسات الجامعية.


لقد آن الأوان الذي علينا أن نحجم فيه ونتوقف عن التهرّب من المسؤولية، وأن نبذل كل ما بوسعنا لكي نمدّ الجسور ما بين التعليم المدرسي، (الابتدائي والثانوي)، وبين التعليم العالي.


إنني أومن الآن براهنية تقويم مستعجل للإصلاح البيداغوجي الأخير. لقد كنا جميعا متفقين على أن هذا الإصلاح، ما كان في الواقع سوى بداية لمسلسل من الإصلاحات والتعديلات، التي ينبغي أن تتمّ في تشاور وثيق مع الأساتذة الباحثين، وبشكل تشاركي مع جميع الهياكل الجامعية ذات الصلة.


فالموارد المرصودة للأعمال التطبيقية يجب أن تتضاعف. و النظام الحالي لطلب الحصول على المعدات والمواد يجب أن يتغيّر بشكل كامل. إذ من غير المنطقي أن نطلب من الأساتذة الباحثين إنشاء وتهيئ وتلقين أعمال تطبيقية جديدة، ونجبرهم في نفس الوقت على انتظار المواد والمعدات المطلوبة ستة أشهر على الأقل، أو سنة، وفي بعض الأحيان أكثر من سنتين…! لقد أصبح نظام طلب العروض بالنسبة لمعدات المختبرات معقّدا ومتقادما وغير مناسب على الإطلاق لتعليم نوعي للمواد العلمية، التي تحتاج إلى التعديل والتقويم بشكل مستمر.


أود، السيد الوزير، أن أختم رسالتي بهذه النقطة التي أشعر بأنها الأكثر إلحاحا، وهي: الدور المفصلي والحاسم للبحث العلمي في حماية الجامعة المغربية من الرداءة. والواقع، أن ثمة حاجة مستعجلة وملحة لترسيخ سياسة جادّة للبحث العلمي في بلدنا، تتّسم بالمصداقية والتنافسية على الصعيد الدولي، وتدعم بالموارد المادية الضرورية، و بنظام ناجع وسريع للتدبير الإداري والعلمي والمالي. لأن البحث العلمي وسيلة أساسية وممتازة لتأسيس قيم العمل والجدارة والكفاءة داخل الجامعة المغربية… ولأنّ الروح التنافسية تعتبر من أهمّ أركان نجاح الجامعات في العالم، بالإضافة إلى المثابرة والجدارة والتميّز.


السيد الوزير، إنّ المملكة المغربية في حاجة ماسة إلى ثورة علمية كبرى تنبني على أسس سليمة في مجالات البحوث العلمية ذات الجودة العالية، وتغيير جذري يروم الحداثة والتميّز في مجمل نظامها التعليمي.


وإنّنا إذ نأمل أن نرى كل هذه الأماني تتحقّق في المستقبل القريب، لنرجو السيد الوزير المحترم أن تتيقّنوا من صادق احترامنا .


*أستاذ بجامعة القاضي عياض، بمراكش

‫تعليقات الزوار

7
  • طالب علوم من وجدة
    الأحد 10 أبريل 2011 - 15:57

    السيد الأستاذ
    معك الحق .. بعضه أو كله فيما قلته
    لكن هل تعلم سيدي الأستاذ، بأن الطالب في بعض الأحيان يكون مستواه و مردوده أعلى من الأستاذ الذي يدرسه
    هل تعلم أنه بجانب الأساتذة المخلصين و المتفانين في عملهم، هناك أساتذة انتهازيون، لا يهمهم سوى مصلحتهم الخاصة
    هل تعلم بأن بعض الأساتذة الجامعيين يستفزون و يتحرشون بالطالبات جنسيا
    هل تعلم سيدي الأستاذ المحاضر، بأن بعض الأساتذة يدرسون ما يحلو لهم، و يضعون الامتحان كيفما يحلو لهم ، و يصححون كما يحلو لهم دون رقيب أو حسيب
    و بما أنكم ذكرتم كلية العلوم ..
    و الله عيب و عار ، كيف لطالب في سلك الماستر و قد استوفى جميع الوحدات ، يكرر ثم يكرر مرتين أو ثلاث في مادة واحدة و لا يعطى له الدبلوم، فقط لأن الأستاذ المسؤول عن تلك المادة له خلافات شخصية مع رئيس الشعبة، ثم يذهب ضحية هذا الخلاف طلبة برء اء لا حول لهم و لا قوة
    هل تعلم سيدي المحترم، بأن مستوى اللغة الفرنسية الطالب يفوق في بعض الأحيان أستاذه المتبجح عليه .
    نعم ، نحن مع التغيير .. لكن الله لا يغير ما بقوم …

  • electrohash
    الأحد 10 أبريل 2011 - 15:59

    “أود، السيد الوزير… ” قريتها “أوْدِّييي السيد الوزير …” حيت الوزير ماقراش الرسائل لي كاتوصلو لباب الدار يقرا رسالة مفتوحة … راه دايرين فيها بحال يلا شدّو رباعة ديال البنّايا و قالو ليهوم بنيو لينا دار. و فين هو البريك؟ البريك أسيدي كاين عند الخضار، وقتمّا حتاجيتو ليه يعطيه ليكوم. البنايا كايتقاضا ليهوم لبريك و كايمشيو عند الخضار، وا فين شافكوم الخضار هو مسالي غير مطيشة و اللفت بحال يلا عطاكوم البريك ليوما بحال يلا عطاه ليكوم لعام الماجي بحال يلا كاع ماعطاه ليكوم، يلّاه بنيو لينا هاد الدّار.

  • أمة الله
    الأحد 10 أبريل 2011 - 16:01

    السلام عليكم ، أساند الأستاذ الفاضل في كل ما أورده في هذا المقال ، و سأنطلق في مداخلتي من جملة “.. تفريخ موجازين أميين” هنا أقول أن جودة البناء تعتمد على أساسه و نحن ومن خلال المخطط الاستعجالي لا نستعجل إلا تخريج أميين بشواهد عليا، بصفتي أستاذة التعليم الابتدائي فإني أساهم و بحسرة في منظومة النفاق هاته ، إذ لا بد من أن تكون نسبة الرسوب في مدرسة جيل النجاح 0% بغض النظر عن مستوى التلميذ إذ يفترض أن يجتاز كل التلاميذ السنة الأولى بنجاح بغض النظر عن نوعيته و كأن هؤلاء التلاميذ تناولوا وجبة سحرية قضت على التعثرات و الفوارق و زكت قدرتهم الاستيعابية، أقول هذا و أنتظر أن يعترض أحد القراء الذين يدرسون أبناءهم في إحدى الابتدائيات (القليلة جدا) المستفيدة فعلا من الامكانيات التي رصدت لأقسام الأولى ابتدائي ، لذلك أشير إلى أن جل الابتدائيات و خاصة في المناطق القروية لم يتغير فيها شئ فالأكسام لا تزال مكتضة (50تلميذ) انعدام المرافق ,,,هدر للزمن المدرسي خاصة في فصل الشتاء ل,,, و ل,,, و ل,,
    لا أقول هذا إلا لندرك أن معاناة الأساتذة الجامعيين ستزداد بعد وصول جيل مدرسة النجاح أقصد الفشششششل إذا لم نتدارك الوضع و نطالب بتجديد و إصلاح شامل,

  • shuratov
    الأحد 10 أبريل 2011 - 16:05

    كثر الله من أمثال هذا الأستاذ الذي له غيرة على التطور العلمي والثقافي لبلادنا ، مع الأسف أصحاب القرار لا يشعرون بحجم المسؤولية الملقاة عليهم وثأثير كل هذا في مسقبل هذه البلاد..إن إنهيار نظام التعليم الذي نعيشه لأشبه بالخيانة العظمى .

  • عبد الرحيم
    الأحد 10 أبريل 2011 - 16:03

    تحية نضالية خالصة استاذي العزيز كم كنا ننتظر مثل هذه المبادرات وها قد اينع وقت المطالبة بالجودة في التكوين دون رجعة…امل ان تعم هذه الدعوة وتفشو سريعا..كفشو ابناء الفاسي في مناصب الدولة ؟؟؟

  • ELALAOUi Abdelali
    الأحد 10 أبريل 2011 - 16:09

    Bonjour mes chers compatriotes,
    il est vrai que le niveau des étudiants baissent partout dans le monde.Les causes sont multiples et il me faudrait des heures pour développer mais comme je ne suis pas sûr ,d’être publié alors j’abrège.
    La principale difficulté réside dans le fait que cette idée généreuse d’arabisation n’a pas donné les résultats escomptés.Comment voulez-vous que des étudiants qui ont été formés en général par des profs de lycée,eux même formés en Français puissent bien transmettre les savoirs en Arabe. Arrivés à la Fac,ces pauvres étudiants se retrouvent en situation d’echec avec la barrière de la langue Française.A l’exception de ceux qui sont dans les établissements privés,lycées français,….
    Par ailleurs,il faut reconnaître que le recrutement des MC n’est pas transparents. J’ai connu nombre de thésards qui étaient très faibles en France,qui ont mis plus de 10 ans pour avoir leur doctorat,des fois leur mémoire fût rédigé par un ou une ami(e) et qui se retrouvent propulsés Maître de conférences ou même Professeur d’université. Alors que la pluspart de ces MC ou Profs n’ont même pas pu être recrutés en France comme simple MA.
    On revient toujours au même problème.Le piston tue la qualité.
    Je pense qu’il faut avoir le courage de revenir sur l’arabisation et de permettre à des profs en France de travailler au Maroc avec le même salaire,au moins pour quelques années,le temps d’échanger avec les Profs du maroc.Il faut aussi donner de vrais moyens à l’éducation et instaurer l’inspection comme dans le secondaire.
    Bon courage.

  • يوسف شرباطي
    الأحد 10 أبريل 2011 - 16:07

    اعتقد استاد انه حان الاوان لتاسيس هيئة جامعية مكلفة بالنهوض بالدراسة و الابحاث الجامعية لان المشكلة في المغرب ليس في قلة الامكانيات مع قلتها و انما قلة الافكار التي تجعل ترتيب جامعاتنا اقل بكثير من ترتيب الجامعات الاخرى و اقل بكثير و ياللعجب من الجامعات السعودية, و لقد حضرت لموتمرات في هدا الاطار تفيد في هدا الموضوع, نتمنى استاد ان تزودنا بايميلك حتى ننسق لهده الغاية,

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة