مصدّق: الجنرال لعنيكري استفاد من تصفية المنداري عوض محاكمته

مصدّق: الجنرال لعنيكري استفاد من تصفية المنداري عوض محاكمته
الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 04:56

تحدّث ميمون مصدّق، ضمن الجزء الثاني من الحوار الذي منحه لجريدة “الشروق الجزائرية” بصفته “ديبلوماسيا ومخابراتيا مغربيا سابقا”، عن علاقته بالمغربي المغتال هشام المنداري.. وشرع مصدق في الحديث عن المنداري باعتباره “دخل القصر الملكي بطريقة شيطانية” قبل أن يردف: “هو ابن شهرزاد فشتالي التي كانت متزوجة بموظف ثري.. وزوجها كانت له سوابق قضائية بالمغرب بتهم الاحتيال، وكان له فندق يستعمله في الدعارة.. أمّا هشام المنداري عند اقترابي منه نفى لي كون شهرزاد هي والدته، وأورد بل أن أمه هي فريدة الشرقاوي التي كانت في القصر الملكي ومقربة جدا من الملك الحسن الثاني، وهي التي لعبت دورها في إدخال هشام المنداري للقصر”.

وعن علاقته بذات المغربي المثير للجدل والمغتال قبل 7 سنوات برصاصة في الرأس وسط مرآب بمالقة الإسبانية، قال مصدق بأن لقاءهما تم بباريس بناء على تكليف من “الدّيستي”، وأورد وفق ما نشره المصدر المذكور: “كانت المهمة تتمثل في التقرب من هشام المنداري واختراق محيطه.. وطبعا وافقت على ذلك بسبب تشبثي بوطني وملكه.. – في ذلك الوقت لم تكن لدي عنه (المنداري) أي فكرة فيما يخص تحركاته بباريس والتي رأيتها تحركات تخريبية وإجرامية ضد البلاد والعباد”.

كما استرسل ميمون مصدّق: “كان عندي رقم هاتف أحد الأشخاص بالمغرب، وكان على اتصال مع هشام المنداري في إطار تجاري كما أخبرني بذلك عام 1997.. اتصلت به وأعطاني أحد أرقام المحمول الخاصة بالمنداري.. اتصلت به.. كان حذرا ومتشككا.. وما كلمته عن الشخص الذي أعطاني الهاتف، وأيضا أعلمته أنه سبق أن تعرفت على أمه شهرزاد، رد أنها ليست أمه الحقيقية، بل هي امرأة ربته لسنوات في طفولته، ولم أناقشه في الأمر حتى وإن كنت أمتلك معلومات في الموضوع.. أعلمته بأن لي مشاكل كبيرة مع المغرب واعتذرت له لأنه لا يمكن التطرّق لها عبر الهاتف، فأعطاني موعدا في بداية مارس 2003.. التقينا في مقهى جورج الخامس بشونزليزيه باريس.. حدثته عن المشاكل التي أعاني منها، وهذا حتى يطمئنّ إلي ويعرف أنني أنا أيضا ضحية شخصيات نافذة ومسؤولين كبار في المغرب. وقد اهتمّ المنداري كثيرا بقضيتي ووعدني بالمساعدة ماديا ومعنويا، غير أنني رفضت المساعدة المادية وأعلمته أنني سأواصل معركتي القضائية مع الإدارة، وشكرته مسبقا على لطفه وعلى كل ما سيقدّمه.. ما يمكن تسجيله أنه اطمئنّ لي منذ اللحظات الأولى وتعاطف معي أيضا. وقد كان يرافقه في ذلك اللقاء ملحقه الصحفي الذي كان سابقا يعمل في الوظيفة نفسها مع إدريس البصري في منفاه ويدعى واموسى محمد”.

وقال مصدّق لـ “الشروق” بأنه واصل مهمته في المضي قدما بعلاقته مع هشام المنداري، ونسب إليه قوله ضمن الحوار المرصود: “تعدّدت الأحاديث بيننا، وكان دائم الثورة على القصر والملك، وقد كان يتهيّأ حينها لتأسيس جمعية سياسية بإسبانيا من أجل الإطاحة بالنظام الملكي في المغرب.. اغتنمت الفرصة، سواء في تأخر المنداري أو غيابه بالمواعيد التي تجمعنا، وتناقشت مع ملحقه الصحفي الشخصي واموسي محمد.. وعلمت منه أنه رفع دعوى قضائية ضد الجنرال لعنيكري بفرنسا بسبب الاعتداء عليه ودفعه لطلب اللجوء السياسي الذي رفض من طرف السلطات الفرنسية آنذاك.. وروى لي أن والده وعائلته في المغرب ضحية ملاحقات أمنية بسببه.. اغتنمت حالته النفسية ورحت أصارحه ناصحا إياه بأن يبتعد عن المشاكل التي ستورطه أكثر وخاصة مع هشام المنداري وربما تصل الأمور للهلاك.. “ـ

وأضاف مصدّق: “بالرغم من عدم اتصالهم بي إلا أنني قمت باتصال هاتفي مع الإدارة.. بلغتهم أن الذراع الأيمن لهشام المنداري قد تم تحسيسه وتجنيده، وأنني تمكنت من تحصيل معلومات مهمة منه.. و- من أهم المعلومات التي بلغني بها واموسي، هي سفرهم إلى بلجيكا ولندن لتجنيد بعض الهاربين من المغرب، وبينهم عسكريون.. كما كشف لي عن معلومة اتصال المنداري بشخصية تجارية بلجيكية مختصة في بيع الأسلحة، وذلك من أجل تنظيم حركات تحريرية مسلحة بالمغرب وخاصة في الشمال.. والذي اتصلت به هو نفسه الشخص الذي حدثني أول مرة وكلفني بالمهمة، وبعدما نقلت له المعلومات أخبرني بأنه سيحولها حرفيا إلى الجنرال لعنيكري، بصفته المكلف المباشر بخلية المنداري والمتكونة من ثلاثة أشخاص ولا يقبل سواهم فيها وهم لطفي السباعي والساسي ورئيسهم نورالدين بن إبراهيم الذي هو حاليا مدير الشؤون العامة بوزارة الداخلية.. وهي المجموعة نفسها التي أخفقت في مهمة التقرب من المنداري”.

وواصل ميمون مصدّق حديثه للشروق قائلا:”طلبت من الملحق الصحفي واموسي محمد أن يحافظ على مكانته لدى المنداري ويبقى ذراعه اليمنى.. في 24 غشت 2003 توصّلت بمعلومة من واموسي.. المنداري سافر إلى إسبانيا ليلا وبرفقته امرأة من أجل تأسيس إذاعة ضد النظام الملكي.. وفي صباح ذلك اليوم اتصل بي هشام المنداري من إسبانيا ليخبرني أنه اقترب من تنفيذ مخططه ضد الملك محمد السادس.. وقد اتصل بي من يخت وأعلمني أنه بشواطئ مليلية”، كما أعقب ذلك بمواصلته القول: “أشير هنا إلى أنه لما بلّغت الإدارة عن واموسي محمد توقّفت الملاحقات لوالده وعائلته، كما أذكر أيضا أنه في 18 شتنبر 2003 كان لي موعد مع واموسي في مقهى لامارين بمونبارناس في باريس على الساعة الـ 11 صباحا، غير أنني فهمت.. أن الإدارة المعنية قد اتصلت بواموسي مباشرة من دون علمي، وسبق أن بلّغت الإدارة في 15 شتنبر 2003 بتطورات المنداري في إسبانيا ولم يخبروني بتواصلهم مع واموسي.. فلم يأت صاحبي للميعاد.. وفي حدود الساعة الثالثة مساء اتصل بي هاتفيا ليعتذر لي على عدم المجيء.. أخبرني أنه لم يقدر على المجيء للموعد ولا على الاتصال بي لأنه كان برفقة الجنرال لعنيكري في شقة بفندق ريتز بساحة فوندوم بباريس.. كانا في ذلك الوقت يطلاّن من الشرفة على عملية إلقاء القبض على هشام المنداري من طرف الأمن الفرنسي في الساعة الواحدة والنصف زوالا.. ففي ذلك الحين خطّط المنداري لعملية احتيال كبيرة على عمر بنجلون.. وهذا الأخير مقرب من القصر الملكي منذ أكثر من ثلاثين عاما..”.

مصدّق ذكر أيضا، ودائما وفق ذات المصدر الصحفي، بأنه اقترحت أن تتم عملية إدخال المنداري للمغرب بطريقة سرية، بعد استدراجه، لتجرى له محاكمة قد تنتهي بعفو ملكي يلم القضية.. إلا أنه علق على ذلك بالتأكيد على غياب الرد بخصوص مقترحه، وزاد: “ما يوحي أن الجنرال لعنيكري كانت له خطته”.. وأضاف: ” يعرف عن المنداري أنه سكير وله علاقات كثيرة مع النساء، ويتردد على الكباريهات، فأمر سهل جدا أن يستغل ذلك ويستدرج مثلا إلى سفينة مغربية تنطلق به إلى الرباط، لكن كان شرطي الوحيد كان بأن يحاكم بصفة عادلة، وألاّ يتعرض للإيذاء، وهذا الذي لم يعجب الإدارة في المغرب”.

وحول اغتيال المنداري بمالقة الإسبانية أفيدت “الشروق” من لدن ميمون مصدّق بقوله: “فهمت من خلال تجربتي مع الإدارة المعنية أنها اكتفت بالعنصر الذهبي واموسي الذي قمت بتجنيده وتدريب.ه. لقد أدركت أن مهمتي قد انتهت ما دام الجنرال لعنيكري صار على اتصال مباشر مع العميل واموسي، واكتفيت بالتواصل مع المنداري قبل اغتياله..”، وأضاف: “توجد فتاة مغربية كان يحبها المنداري جدا، وكان ينوي الزواج منها.. وهي بنت شخصية رياضية بارزة في الدار البيضاء وتقيم بحي كاليفورنيا الراقي.. ولا أستبعد استغلالها بطريقة استخباراتية في عملية استدراج المنداري إلى مكان اغتياله، حيث سبق أن التقى بها هناك وهي نقطة ضعفه الكبيرة بالرغم من أن له صديقات كثيرات من لبنان والمغرب وغيرهما”.

واختتم الجزء الثاني من الحوار الذي نشرته “الشروق” الجزائرية، الثلاثاء، بتعليق لمصدّق على اغتيال المنداري وهو يورد: “بناء على الأحداث المتتالية يظهر أن الجنرال العنيكري.. هو المستفيد من الاغتيال بما أن هشام المنداري أكد لي مرارا أنه على علم بخفاياه الكثيرة.. وأرى أنه من بين أسباب رفض خطتي، لإدخال المنداري للمغرب ومحاكمته، أن لعنيكري كان لا يريد كشف أسراره لدى القضاء المغربي، فعلاقاته السرية مع شبكات المنداري مشبوهة للغاية، والمنداري ظل يهدد أنه في حال محاكمته سيكشف كل شيء على مرأى الصحافة”.

‫تعليقات الزوار

12
  • jawad chafil
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 08:27

    salam
    well we must not compromise state security. The Moroccan people are aware of the wrong doings of some key profile public servants. We are very proud of the work of the police , FAR , DST ,RG and the highly respected DGED. Hicham was a gangster and there is no place for Gangsters in the Kingdom. We are not concerned of his relationships with the palace because we respect the privacy of his Majesty and his family. I don t think that Hicham was related to King hassan and i strogly believe that the timing of such revelations through Algerian media confirms the weakness and desperation of the enemies
    Morocco will keep moving , keep growing under the leadership of the Supreme Commander of the Moroccan nation Sidi and sidik Mohamed ABBA Al HAssan Ibn AlHassan.
    Viva mohamed 6
    salam. .

  • ali mahmoud
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 08:31

    من باع شرفه وهويته ووطنه فهو خائن ونذل وجاسوس.الله يهديك

  • سالم-العيون
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 08:44

    الخلاصة التي ابعثها الى جريدة الشرور وما جاورها في فلك جنرلات قصر المرادية، هو ان المغاربة الأحرار لن يثقوا باي شئ ينشره العدو، ولو كان صحيحا. المهم ان 36 سنة من دسائس الجنرلات من اجل تركيع المغرب، لم تجدي شيئا، وراحت مليارات البترول والغاز مع الريح، لتبقى الجزائر تجر خلفها عربة التخلف.

  • صديق ميمون مصدق
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 09:38

    كل رواباته تلفيق في تلفيق في تلفيق و كذب و بهتان و تزوير و خيال و إبداع،و يبدو أن جريدة الشرور الجزائرية زادت من عندها الكثير الكثير بعد أن حركتها المخابرات الجزائرية ضد المغرب

  • nourdine
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 09:40

    وإذا حدث كذب ، سماهم على وجوههم ، الله يعطيك مثل ما أصابه

  • farid
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 13:12

    cette personne n est pas digne d etre marocain. il s est incline pour qq dollards aux generaux algeriens.

  • بوعزاوي
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 13:57

    سيناريو فيلم هوليودي … او صافي
    خصنا الممثلون للادوار و الفلوس

  • مغربي
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 14:44

    جريدة الشروق و أخبار الشروق و الأشخاص التي تلتقي معهم الشروق كلهم هدرة ديال الكيلو و أخبار مغلوطة .

  • ابنادم
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 15:32

    ههههه لاحظوا النظام الجزائري عبر صحافته الاسترزاقية يرددون ما يحلمون به او ما يتمنوا ان يكون تحرير الشمال فقط هذا التعبير يؤكد مايدور في فكرهم ومشكلة الصحراء المغربية بنفس التمنيات والاضحوكة عبارة بنات من لبنان والمغرب ههههه يريدون ان تعطى شبه تصديق لما يمكن ان يلعب في ذهن شعبهم الدي يرونه قاصرا وهكذا ينسجون له تفاهات صبيانية ثم الشيئ الاخير الدي يمكن استنتاجه من هاته الرواية انهم بدون ذاكرة الان اصبحت امه جاءت وعملت كمتزوجة في القصر يعني حكاية الابن الوهمي سقطت فكثرة الكذب تجعل الكذاب يتناقض في كلامه او يعيش الكذبة كليا اشفق على قصر المرادية كم من خائن سيجندون اسمه لينسجوا قصصا فقط للوصول لمبتغيات نعرفها جيدا المساس بالملكية محاولة بث النعرات في الريف والصحراء محاولة اظهار المخزن او المقربين من المحيط الملكي بصورة مشوهة او القيام باختراق للمؤسسة العسكرية هده منتهى مايتمنوا الوصول اليها حقا مساكين

  • abdo
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 17:18

    ربما قد يكون أول اختبار لتفعيل الدستور فيما إذا كان القضاء سيصبح مستقلا أم لا..؟؟؟

  • محمد بن محمد
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 20:29

    ما جاء في سرد لأقوال لمصدق ميمون ، لم اعرها اهتماما و لن افعل، لكون البوق المستعمل لا يثاق به لعلمي بكره حكام الجزائر للمغرب و شعبه من جهة ، و من جهة ثانية استخفاف ميمون بالقارئ ، بحيث يروي قصة اتصال الإدارة المغربية به و عرضها عليه التعاون و أشياء كثيرة من المعلومات التي لا تقال بالهاتف ، وكأن مسلسل رأفت الهجان و أفلام الجاسوسية ـ ما علمات فينا غير لخلا ـ ليبحث الزنديق عن شغل آخر ، و لا يظن أنه باستطاعته إفهامنا أنه محترف ويجب الوثوق بادعاءاته و بالتالي نتعاطف معه و مع الزناديق امثاله، لقد علمنا 007 جيمس بوند تاحراميات ديال الجواسيس الله يمسخهم ، و بلادنا مسكين مسالم ما بغي خواض ، اللي فقلبو على لسانو ،غادي حويطة حويطة يبني ويشيد و يضمن مستقبل حفادو ،و حاضي حدودو و ارض جدادو ، ما بغي صداع ما ياغي يخسر فلوس ولادو ، و الله يحفظنا ويحفظ سيدنا و يخليه لبلادو .

  • oujdi
    الثلاثاء 6 شتنبر 2011 - 21:55

    Une petite question au journal Achourouk: Qui a assassiner le president Boudiaf?Le journal Achourouk est le porte parole des services de renseignement algeriens.Donnez nous une reponse.

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة