هل بالفعل ما وقع في تركيا انقلاب؟

هل بالفعل ما وقع في تركيا انقلاب؟
الخميس 21 يوليوز 2016 - 21:42

أعتقد أن تحليل أي حدث يجب أن ينطلق من جرد للمعطيات المادية المتوفرة، ثم نقوم بعدها بإعمال آليات عقلية لنصل إلى استنتاجات منطقية. وكل ذلك بعيدا عن الانطباعات العاطفية وأحكام القيمة التي لا تحتاج منا إلى أي تحليل أو إعمال للعقل، فهي تأتي ثمرة انفعال ليس إلا.

انطلق ما اصطلح عليه بالانقلاب في تركيا من إعلان مجموعة مسلحة أنها سيطرت على مؤسسات مهمة في الدولة، منها قناة تلفزية رسمية والتي من خلالها أذاعت إعلان الانقلاب. هذه المجموعة التي لم تفصح عن هويتها ولا عن أسباب انقلابها على النظام، ولا عن برنامجها المستقبلي. بعدها توالت تصريحات المسؤولين الكبار في الدولة من بينهم قادة المؤسسة العسكرية تؤكد أن الوضع تحت السيطرة، إلى جانب إعراب جميع قياديي المجتمع التركي خاصة السياسيين بمعارضتهم لمنطق الانقلاب وتشبثهم بالديمقراطية كقيمة لتدبير اختلافاتهم. ثم بعدها بقليل ظهر الرئيس اردوغان وخاطب الشعب التركي داعيا إياه للخروج إلى الشارع. مباشرة بعدها بدأنا نسمع بعمليات اعتقال بعض العناصر العسكرية التي تورطت في العملية الانقلابية، وخرجت الجماهير التركية بمختلف أطيافها إلى الشوارع لتعبر عن رفضها لما وقع، وتوجهت حشودا من مؤيدي الرئيس أردوغان لاستقباله في مطار اسطنبول، هذا الأخير الذي خرج في ندوة صحفية مباشرة وأعلن فشل الانقلاب متوعدا الذين تورطوا فيه بالرد المناسب.

إلى جانب هذا السرد المقتضب جدا للأحداث، نسوق أهم الوقائع التي شهدتها العلاقات الدولية التركية قبيل الانقلاب والتي تمثل أبرزها في توقيع تركيا لاتفاق استراتيجي مع إسرائيل، من أهم فصوله التنسيق الأمني والعسكري والاستخباراتي. ثم التقارب مع روسيا، ومحاولة مراجعة بعض المواقف من الوضع في المنطقة خاصة الوضع في سوريا، دون أن ننسى التطورات المتسارعة للوضع الكردي.

أما على مستوى الساحة الداخلية، فأبرز ما يسجل هو إعراب الرئيس أردوغان عن رغبته في تعديل الدستور التركي وتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، وهو ما سيمكنه من توسيع صلاحياته بشكل كبير. بالإضافة إلى التوتر الشديد بينه وبين خصومه السياسيين الذي وصل حد اتهام بعضهم بالخيانة، ورفع الحصانة البرلمانية عن البعض الآخر، في سياق التحضير لسلسلة من المحاكمات القضائية.

بعد الإعلان عن فشل الانقلاب العسكري في تركيا، والذي اكتنفه غموض كبير حول الجهة التي المنظمة ودواعي قيامه وأهدافه، اعتبر الرئيس أردوغان أن خروج الشعب لدعمه يعد نصرا له وهزيمة لمخالفيه وذكر اسم المعارض غولان رغم أن هذا الأخير سبق أن صرح بموقف رافض للانقلاب وتشبته بالديمقراطية. كما أن الرئيس ذكر صراحة أنه يجب تطهير الجيش من بعض العناصر والمؤكد أن ذلك سيشمل السياسيين أيضا وهو ما تم بالفعل، حيث بلغ عدد المعتقلين إلى حين كتابة هذه الأسطر إلى أزيد من 7500 شخصا من بينهم حوالي 6000 عسكريا من بينهم 100 من ذوو الرتب العالية (جنرالات وكبار ضباط) كما تمت إقالة نحو تسعة آلاف من موظفي وزارة الداخلية من بينهم 30 مسؤولا.

بعد هذا العرض الموجز لمعطيات وملابسات ما سمي بانقلاب تركيا العسكري يمكننا أن نتساءل:

هل توفرت بالفعل العناصر الحقيقية لقيام انقلاب عسكري بتركيا؟

من الرابح الأكبر بعد العملية؟

هل المجموعة العسكرية المجهولة التي قامت بهذه المغامرة أم الرئيس الذي عاد بقوة تمكنه من اتخاذ القرارات السياسية الكبرى دون أن يعترض عليه أحد، لأن كل من سيخالفه سينسب إليه انه مورط في العملية الانقلابية؟.

يشهد تاريخ الانقلابات في العالم أن بعضها كان من تدبير النظام الحاكم نفسه، وذلك بتنسيق مع استخبارات بلده، بهدف تثبيت حكمه أو الزيادة في نفوذه وقوته خاصة إذا كان يمر بظروف عصيبة تسبب في إضعافه أو تهدد استقراره. وكذا في حالة عزمه على إحداث تغييرات جدرية في نظام الحكم، أو إقرار قوانين جديدة لا يستطيع الإقدام عليها في الظروف العادية. كما أن الانقلابات المفبركة تزيد من شعبية النظام القائم وارتفاع نسبة التعاطف معه، إلى جانب ما تتيحه من فرص للتخلص من الخصوم السياسيين واتهامهم باللجوء إلى العنف وعدم قبولهم بالاحتكام إلى الديمقراطية.

فهل يكون انقلاب تركيا من تدبير الرئيس أردوغان للحصول على تأييد أكبر لما سيقدم عليه من تغييرات في صلب النظام السياسي التركي؟ هذا ما يمكن أن تكشف عنه الأيام المقبلة ويجليه توالي الأحداث.

‫تعليقات الزوار

20
  • ابن طنجة
    الخميس 21 يوليوز 2016 - 22:31

    بسبب ضخامة الاحداث وسرعة تطورها يصاب دماغ الانسان بتغير كيميائي بسبب تعثر ضخ الدم بمستوى كافي وعادي الى الاعصاب فيحصل حالة من التخيلات الغير المنطقية لقشرة الدماغ فيخيل للانسان ان العصا كانها حية تسعى وان الانقلاب العسكري الدموي الذي حصل في تركيا مسرحية من اخراج يوسف شاهين وبطولة عادل امام وانا اؤكد ان ما وقع في تركيا انقلاب عسكري بمؤامرة امريكية فرنسية والسلام عليكم ورحمة الله

  • عبدالرحيم جدار
    الخميس 21 يوليوز 2016 - 22:43

    حتى الذين ماتو فرنسا هم من داسو على انفسهم والمدنيون في سوريا هم من يقدفون البرامل من الطائرات على انفسهم ومنازلهم حتى الذين ابتهجو وفرحوا مع بداية الانقلاب ك….والسيسي والاعلام الرسمي المصري اردوغان هو من قال لهم افرحوا …!؟

  • مسرحية مسرحية مسرحية
    الخميس 21 يوليوز 2016 - 23:33

    انقلاب غريب وعجيب !!
    حكومة لايتم القبض عليها ورئيس حكومة لا اعرف كيف تم من التواصل مع قناة تلفزيونة وهو جالس في انطاليا بدون ان يقبض عليه وانقلابيون يتركون زعماء الحكومة والمعارضة يفعلون مايحلوا لهم ..!!
    ……
    وحتى ابجديات الانقلاب من قطع الاتصالات ومحاصرة واقتحام كل المواقع الحيوية وفصل محطة الاقمار الصناعية لقطع ارسال قنوات التلفزيون وقطع النت تماما ويمكن فصل الكهرباء ان تعذر ذلك ..!! كل هذه الامور البديهية لم تحدث !! وان لاحظت تجد عبد الله غول في كامل شياكته يتحدث من خلال الهاتف (فيس تام) ..!! والشعب الذي استجاب لنداء الرئيس يخلوا من النساء والاطفال والشيوخ واغلبهم شباب ورجال في الثلاثينيات ؟؟!! ويحملون أعـلامـاً تبدو جديدة ولامعة !! وجنود خانعين تحت اذرع عناصر مدنية بدون هوية ..!! واردوغان يقول في ندائه (بثقة مريبة) انه سيركب طائرته ليهبط بها في مطار اتاتورك !! (الذي هو اصلا تحت سيطرة الانقلابيين ) ليقابل شعبه .. وطائرات الانقلابيين لم تهرب بعد فشل الانقلاب وتطلب اللجوء من دول الجوار !! هل هذا انقلاب ؟؟!! …………. يتبع

  • مثقفون من ورق
    الخميس 21 يوليوز 2016 - 23:36

    ان الاحداث تجاوزتكم بكثير و الاتراك اصبحوا مدرسة في الديمقراطية فيما انتم تدعمون الانقلابات و الاستبداد و تنحازون للدبابة و الرشاش نكاية في خصومكم السياسيين و ادا فشل الانقلاب تتباكون على حقوق الانسان و ادا نجح تؤيدونه و تصمتون على جرائمه و الحالة المصرية مازالت ماثلة امامنا فالسيسي الدي دعمتموه عندما انتهى من الاسلاميين زج بالاف من مخلتف التيارات الاخرى في السجون و قتل منهم المئات و هذه الدروس تعلمها الاتراك مبكرا بعد 4 انقلابات و لهذا انحازت النخب التركية في احلك الاوقات للشرعية و نددت بالانقلاب.
    طبعا الغرب الدي تتبنون رؤيته صمت على جرائم السيسي و افرش له السجاد الاحمر رغم ان عدد ضحاياه من الشهداء ناهز 10000 ناهيك عن 80000 معتقل ولم يسلم من بطشه حتى النشطاء الاجانب كحالة الطالب الايطالي جوليو ريجيني و المدرس الفرنسي اريك لانك حيث قتلا داخل اقسام شرطة السيسي.
    القصف بالطائرات و قذائف المدافع و جتث المواطنين الملقاة على الارض و نشوة الاعلام الغربي و سحب الدبلوماسيين الفرنسيين 24 ساعة قبل محاولة الانقلاب و تصريح كيري الذي حذف بعد الفشل و التاخر الغربي للتنديد ..خليكم مصدقين انه تمثيل

  • amahrouch
    الخميس 21 يوليوز 2016 - 23:41

    Oui c est un coup d Etat militaire mal préparé comme celui qu ont fait les communistes en Russie contre Gorbatchev et dont a tiré profit Boris Elsine.Les responsables de ce coup aurait cru qu ils allaient avoir le soutien des autres militaires et de la police.Les soldats ont été laissé seuls sans ordres précis ce qui les a découragés d autant plus que les médias nationaux et internationaux parlaient très tot de l échec du coup et sapèrent le moral des putschistes qui ne pensaient qu à fuire

  • تركيا على خطى ايران
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 01:59

    اردوغان ازال جميع خصومه السياسيين بحجة الانقلاب المفبرك ..وتمكن من استغفال العالم واعتقل القضاة واعضاء المحكمة العليا وجعل الدولة كلها من حزبه!!
    اهانة الجيش التركي "العريـق" من قبل ملشيات العدالة والتنمية ووصفه بالعصابة ستكون له تداعيات في المستقبل . اخطاء اردوغان جروح لاتندمل
    ستكون تركيا خالية من المعارضة بعد هذا الحادث وستستمر الاعتقالات والتصفيات بحجة ان الانقلاب لم ينتهي بعد حتى يتأكد هذا الطاغية من اسكات الجميع .
    اتهام غولن بالانقلاب وهو رجل صوفي لايؤمن بالعنف لانه فضح اردوغان بتسجيل صوتي حول صفقة فساد والان يعتقل كل من له صلة بغولن وجميع مؤيديه.
    الظلم وقمع الحريات موجود في تركيا وتصدير مرتزقة الارهاب الى سوريا والعراق زاد بفضل اردوغان وبعد حادث الانقلاب المفبرك سيزداد اضعاف مضاعفة وكله تحت مسمى الخونة !

  • سعيد عبد الله
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 03:55

    السؤال هو هل ما حصل هو فعلا محاولة انقلاب ام مسرحية ، ان كانت مسرحية فالسؤال هل المنفذين كأنو على علم بالمسرحية ام انهم غرر بهم ، في كلا الحالتين يجب عليهم ان يحاكمو ويدفعون التمن ، هدا هو المعقول. واش فهمتي ولا لا؟.

  • WARZAZAT
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 07:25

    تركيا من أهم القواعد الأمريكية في العالم و كانت في الحرب الباردة أحد أسخن ميادين العراك بين الغرب الرأسمالي و المعسكر الشرقي نظرا لجوارها للاتحاد السوفياتي و مكانها الاستراتيجي على مضيق البسفور. و كان الجيش دائما بالمرصاد لكل الحركات التي لا تنصاع له بطاعة عمياء.

    بعد أفول الشيوعية و تنويع أمريكا لحلفائها و ظهور الأنترنت, أنفجر العالم بشتى أنواعه و ألوانه في وجه تركيا الكمالية التي كانت تعيش في عزلة.

    الفوسيفساء المذهبية و العرقية المعقدة و صعود طبقة وسطى منفتحة و متنوعة طموحة من قوميات و مدارس متعددة يهدد الفاشية التركية العنصرية. و كتيار فاشي لقى الكماليون في الاسلاميون اليمنيون حليفا طبيعيا لهم.

    اردوغان ورث سيف كمال أتاتورك ليضرب به أعناق أعداء الأتراك من كرد و علويين و فرس و ارمن و روس و عرب و لا مجال للين و التسامح. كما يجب القضاء على الجبناء و المشوشون و كل من يرفع هويته الوطنية أو الدينية فوق انتمائه العرقي أمثال جماعة غولين التي تتميز بمواقفها المتفتحة تجاه كل الشرائح و القوميات الأنضولية.

    من هنا هذا الانقلاب و التحالف الأردوغاني الكمالي و الحاجة إلى إسلام تركي فاشي خالص.

  • غفارا
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 14:01

    كيف لمغربي ة ان يتعاطف او يدعم مشروع اردوغان وهو الدي وقع اتفاقية ا سترا تيجية مع العدو الصهيوني…

  • مسرحية مسرحية مسرحية
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 14:26

    مسرحية اردوغانية
    هل صحيح ان هؤلاء الضباط الكبار المعتقلين من اصحاب الرتب العالية والذين تجاوزو العشرات بدءا بقائد القوات البرية والبحرية والجوية وقائد القوات الساحلية عدا اصحاب الرتب الصغيرة هم فعلا اشتركوا في العملية الانقلابية ومن ثم يستسلمون لمجموعات من قوى الامن والاستخبارات والشرطة تدين بالولاء لاردوغان !! ولماذا لم تتصدى للانقلابيين وحدات من الجيش ؟؟!!

    كيف غامر اردوغان بالهبوط بطائرته في مطار اتاتورك.. والمطار مطوق بدبابات الانقلابيين ووحدات الجيش !! هل فعلا الجماهير الموالية لاردوغان هي سبب فشل الانقلاب !!!!!!! فلو عدت الى تاريخ الانقلابات العسكرية التركية الخمسة الماضية من اول انقلاب عام 1960 الى الانقلاب الخامس عام 1980 لوجدت ان الجيش التركي العظيم اذا تحرك بالفعل لاتستطيع اي قوة ان تصده عن تحقيق هدفه ولن يستطيع انصار اردوغان ولا غيرهم من النزول الى الشارع في ظرف 12 ثانية !! ………يتبع

  • المجتمع التركي مجتمع تقليدي
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 14:50

    كم كنت اتمنى لو نجح هذا الانقلاب (قبل ان يتبين لي فيما بعد انه كان مفتعلا) على رئيس هو في السلطة منذ امد ……..
    يعيد ويلعب بالدستور ليبقى في الحكم ابد الدهر مثل الحكام العرب
    صحيح ان الانقلابات العسكرية تقهر ارادة الشعوب لكنها قد تكون منطلقا لحياة ديمقراطية حقيقية ولو بعد حين
    وفي النهاية تركيا برغم كل مايقال عنها تبقى دولة من دول العالم الثالث المتأخر والامر متوقع لكن اتضح لنا انها غير مؤهلة حضاريا بعد لدخول المنظومة الاوروبية العريقة ولااعتقد انها في الطريق الصحيح للحاق بغيرها من الدول العلمانية الراقية بحقوق الانسان والمواطنة والدستور ولن تصل الى هذا المستوى ابداً

  • WARZAZAT
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 14:50

    تعقيب 8 – WARZAZAT

    كما أن الحروب الاقليمية و الاهلية لم تعد تحارب بالفيالق و الجيوش بل بالخلايا الارهابية و البروباغندا. ما حول موازين القوة داخل الدول من العسكر إلى المخابرات و الشرطة .

    بهذه الضربة قد يكون اردوغان حسم الأمر ضد بعض الديناصورات المحافظة داخل الجيش التركي التي لم تعي ما آل إليه الزمان بعد و مازالت تعتبر نفسها أعلى رموز الدولة التركية.

    و بتمثيل ذلك في هذا الفيلم الهوليودي المثير و نسج كل شيء في مو'امرة داخلية هائلة يقتنص اردوغان عصافير عدة بحجرة واحدة و يبرز عظلاته الهولكية كقاهر الجنرالات الذي سيطهر الدولة التركية المقدسة و يحميها من كل شر، خارجيا كان أو داخليا، و لن يهنأ حتى يقضي على كل الأفاعي و الجبناء.

  • عبدالكـــــــــــريم حــلات
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 15:23

    1
    الحرية والحق والعدل والمساوات هي قيم إنسانية فطرية وأصيلة، وميزان قياس هذه القيم يمتلكه أي إنسان وبالتالي ليس من الصعب تحديد تمثلات هذه القيم في الحياة والمجتمع.
    تركيا اليوم في الوعي الجمعي لمسلمي الشرق الأوسط وشمال إفريقا هي تجسيد لهذه القيم، وبالتالي أصبح هذا البلد يبلور طموح "ما ينبغي أن يكون " في الواقع المعِيش .
    ومساهمة جنسيات أخرى لإسقاط الانقلاب في تركيا يندرج في هذا السياق لأن القيم الانسانية لا تعوقها الحدود والجنسيات .
    ولا أحد ينكر الدعوات والابتهالات والمتابعة المنقطعة النظير التي حظيت بها تركيا أيام الانقلاب، فالجمع الغفير كان يدعوا لانتصار أردوغان على الانقلابيين، وثلة لا يستهان بها كانت تدعوا لانتصار الشرعية على المنقلبين ، وآخرون كانوا يتمنون انتصار الديموقراطية على العسكر والاستبداد ولكل مرجعياته وأفكاره .
    لكن الإجماع الوحيد الذي كان هو على ضرورة إخراج الجيش من معترك السياسة في تركيا، لأن تجربة مصر ماتزال عالقة في الأذهان .
    وتمكٌّن العسكر من تركيا يعني الاعتقالات و العزل والإقالات وعزة أقوام وذِلة آخرين وربما اعدامات وظبط للحياة على إيقاع معين .
    لكن …

  • عبد الكريــــــــم حلات
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 16:19

    2
    لكن …
    ألم يفعل أردوغان نفس الشيئ بعد فشل الانقلاب ؟
    عشرات الآلاف من المعزولين عن مناصبهم مع مايعنيه ذلك من تشريد للآلاف من الأسر الم يقوض هذا قيمة العدل في توركيا؟.
    الم يتخذ اردوغان الانقلاب ذريعة لاعتقال الالاف قبل ثبوت ادانتهم الم يقوض هذا التصرف قيمة الحق في توركيا؟.
    الم يغلق أردوغان العشرات من المدارس ، الم يطالب بإعادة عقوبة الاعدام الى المحاكم التركية الم يعزل الالاف من القضاة …
    مالفرق بينه إذا وبين العسكر (مصر نموذجا )، والجيش التركي لو نجح الانقلاب ؟
    اليست نفس الأفعال ومن نفس الطينة، حتى بدأ البعض يشكك ويقول ان الانقلاب مٌفبرك لتصفية المعارضة نظرا للكم الهائل من المعزولين والمعتقلين ؟.
    إن نشوة الكثيرين بما حققته تركيا في العشرية الاخيرة من تقدم في شتى المجالات خلط لديهم الاوراق، كما الكثيرين من الاتراك الذي نسبوا هذه النجاحات لأردوغان وليس للحزب والديموقراطية والمجتع، وتناسو في غمرة هذه النشوة أن أردوغان 2016 ليس أردوغان حزب العدالة والتنمية 2002 .

  • ahmed arawendi
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 16:54

    ما يحدث الآن هو انقلاب. هناك أكثر من 65000 مواطن متابع. آلاف القضاة آلاف رجال التعليم…!! أردوغان ينظف الدولة على مزاجه حتى ينعم بوطن دون معارضة حيث الكل يسبح بحمده…

  • جواد تيداس
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 18:22

    لقد سبق لتركيا ان عاشت أربعة إنقلابات عسكرية فاشلة.لكن الانقلاب الحقيقي الذي عايناه الى حدود الان هو الرد الفعل الانفعالي الديكتاتوري الذي نهجه إردوكان في التطهير الهمجي للرأسمال البشري الهائل لعشرات الألف من كوادر الدولة بكل مفاصلها من الجيش والقضاء والجامعات والادارات العمومية .يعني هذا التصفية الجماعية لكل معارضيه.حتى يبقى هو الوحيد المسيطر على كل أجهزة الدولة خصوصا بعد تعديله الاخير للدستور لتوسيع صلاحياته المطلقة على الشكل الدستور الروسي الديكتاتوري الذي يحتكر فيه بوتن كل شيئ كإمبراطور،الشيئ نفسه الذي يحاول إردوكان تحقيقه،بعدم حطم أساس النهضة الذي بناه من نظام برلماني تعددي توازني تنافسي أعطى وهجا وقوة إقتصادية وتنموية لتركيا وانتقتله الى نظام رئاسي مطلق ومستبد إنه يحرق نفسه بنفسه ويعيد بتركيا تلى العهود البائدة،خصوصا اذا تمادى بتطبيقه الاعداد للانقلابيين العسكريين سوف يعادي اوروبا منا يؤدي بها الى سحب رساملها وشركاتها الاقتصادية التي تضخ على تركيا الى أكثر من13 مليار دولار ،علما ان التطور الاقتصادي والتقدم المحقق للخدمات هو الصمام الامان لتركيا

  • عبد الكريــــــــم حـــلات
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 18:27

    3
    وأردوغان صاحب القصر الأبيض الذي كلف ما يقارب 600 مليون دولار وسعيه لتغيير النظام السياسي التركي الى نظام رئاسي، ليس قطعا أردوغان العدالة والتنمية التي تساقط العديد من رموزها السياسيين من هرم الحكم كتساقط أوراق التوت وآخرها استقالة داوود أوغلو .

    وفي خطوة لافتة للانتباه ظهور أوغلوا على منصة أردوغان بعد فشل الانقلاب لها دلالات لا تخفى …
    وهنا لنتساءل هل ستشهد توركيا بعد فشل الانقلاب ميلاد دكتاتورية على النمط العثماني تحت سقف القصر الأبيض وقبة الخلافة التي ترعب الغربيين ، أم سيكون الانقلاب صفعة قوية ترد اردوغان لمواصلة البناء الديمقراطي لتركيا صحبة رفاق الأمس؟.
    أردوغان ومعه كل الإسلاميين بين خيارين إما السعي لأمجاد الماضي المزعومة وتحقيق دولة "الخلافة؟" بمفهومها التراثي مع ما تعنيه من تحكم في الداخل وتوسع ونفوذ في الخارج وإعادة للبناء الامبراطوري "السني" الموازي للتمدد الايراني "الشيعي" ؟.
    أم سيكون الخيار الثاني هو الأفضل بما يعنيه من بناء مؤسسات وتداول على السلطة ورخاء اقتصادي وحرية في المعتقدات وحماية للحريات الفردية وسيادة للقانون على الجميع وسلام مع باقي الشعوب.

  • nassin
    الجمعة 22 يوليوز 2016 - 22:50

    اول مرة أعرف ان انقلابا شارك فيه ألاف الظباط على اخثلاف رتبهم ،؟؟؟ليقوم بعدها الزعيم باعتقال الانقلابيين والقضاة والمدرسين ختى ربما ينتهي به المطاف الى اعتقال حتى الذين لم يصوتوا له.غدا سنسمع بمعسكرات الاعتقال بعد ان سمعنا من مسؤولين اتراك انه لن يسمح بدفن الانقلابيين في مدافن المسلمين والآتي اصعب …

  • ملاحظ
    السبت 23 يوليوز 2016 - 06:16

    أتفق تماما مع كاتب المقال فقد تتبعت تطورات الأحداث منذ بدايتها حتى ألنهاية. وفي الختام خرجت مندهشا وكأنني كنت أشاهد أخطر فيلم أنتجته السينما في تاريخها.
    الوسائل العلمية والتقنيات الحديثة والمتطورة، متوفرة عند الجيش التركي، وهي إن لم تكن تمكنه من القيام بانقلاب ناجح، فعلى الأقل، ستكون كافية لتبين له مؤشرات الإخفاق وعدم النجاح، وتجنبه اتخاذ قرار خطير ومميت للغاية، تشمئز منه الأقمار الإصطناعية.
    لم أرضى أن يكون في الجيش التركي جنرالات بهذه السداجة.

  • citoyenne du monde
    الأحد 24 يوليوز 2016 - 00:58

    C'est l'arnaque du siècle. Espérons que les Turcs vont pouvoir protéger leur démocratie malgré tout.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات