سؤال التربية والتعليم

سؤال التربية والتعليم
الجمعة 6 يناير 2012 - 01:30

إنه سؤال الأسئلة، ومسألة المسائل، وقضية القضايا، لأنه –ببساطة- أسُّ الحُضور في الكون، والوجود، والانْوجاد في الأحْياز والأزمنة، سؤال يَرْهن حاضر ومستقبل شعب وأمة، ويشرطها إلى الظهور أو الضمور، يولجها بوابة الإنتماء إلى العصر، ونبض التحولات والإبدالات الكونية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا، أو يخرجها صفر اليدين، فلاهي في العير، ولا في النفير.

إذ لا تنمية مع التخلف، ومع الأمية، ومع الفقر، ومع التقليدانية الضاربة في الخرافة، والاحتماء بأمجاد الماضي الغابرة، والتعلق بأسْتار الموتى البالية.

إن التنمية عملية تربوية ثقافية حضارية تقنية شاملة. وهذه البديهة لا تحدث بمعجزة، ولا تتحقق بالمصادفة والطَّفْرَة الفجائية، وإنما ببذل الجهد الجهيد، والمثابرة الحثيثة في التربية والتعليم والمعرفة والثقافة من خلال بناء، وإنشاء الإنسان رهان الغد المحلوم به، إذ تقع النهضة بهذا الإنسان ذي التربية والثقافة والعلم، والقيم الكونية التي تنصهر ضِمْنَها كل الثقافات. وليس هناك من سبيل إلى النهوض التربوي التعليمي العام، والإنخراط في العصر والحداثة إلا بإحلال العنصر البشري المحل القمين بآدميته، وخدمته الخدمة العمومية الجُلَّى بالمتوافر من الثروة الوطنية التي هي ميراث وطني مشترك عام، وتوصيلها إلى المعدمين من بني جلدتنا، وإلى أنأى مدشر في بلادنا بعد شق الطرق، وتيسير سبل الوصول والإيصال : إيصال الضرورات الحياتية المعاشية التي لا معدى عنها من ماء وكهرباء ومشفى، ومدرسة، ووسائل نقل.

سؤال التربية والتعليم، سؤال خفيف في اللسان، ثقيل في الميزان، لأن نجاعة الدول والمجتمعات، تتأتى –حتما- من انتشاره في ربوع البلاد، وتعميمه على كافة أبناء وبنات البلد من الطفولة المبكرة (التربية التمهيدية) إلى شرخ الشباب، وميعة الصبا والرشاد (مرحلة الجامعة، والمعاهد العليا)، على أن تكون الحصائل مثمرة وناجزة، ومبلغة سوق الشغل، والانخراط في مدار العمل، والدورة الاقتصادية لكي تتحقق التنمية الشاملة بما يعني الحق في المتاع والانتفاع والرفاه.

كل بلدان المعمور عرفت –بهذا القدر أو ذاك- عثرات في الطريق : تلعثم في النظري، وتلعثم في التطبيق، وعرفت تفاوتات بمقدار، لكنها حسمت أمرها سريعا بإحقاق التكافؤ والعدل والمساواة في دثار من الحرية والديمقراطية، وضمان الحقوق من دون تفريط في الواجبات حتى أضحت التربية والتعليم جسرا إلى الوجاهة الاجتماعية. والوظائف السامية، والمكانة الاجتماعية اللائقة والمتألقة. وحين نتساءل عن سر نجاح هاته البلدان، فإن أول ما يرد على البال هو تصورها الاستراتيجي الموضوع لهذا الحقل الشائك، من لدن ثلة من العلماء والباحثين، والسوسيولوجيين، وعلماء نفس المعرفة، والسياسيين، والجمعيايتين، هذا التصور الذي ينهل من مرجعيات الهويات، والمكوّنات الثقافية المختلفة، وتشخيص واقع الحال من خلال دراسات ميدانية، واستبيانات، واستطلاعات، واستمزاجات للرأي طبقا لأدوات البحث الحديثة، والمقارنات والقياسات، كما يمتد هذا التصور المُحْكم والمؤَسَّس إلى عقدين أو أكثر حتى تينع ثمار المجهودات والحفريات لأن “التربية والتعليم من الصناعات الثقيلة البطيئة والمديدة التي قد لا تتحصل نتائجها في جيل واحد، حيث لابد أن تعطى الخطط التعليمية الزمن الكافي لتؤدي إلى عملية التحويل، ولابد -أيضا- أن تدرك طبيعتها النوعية التي لا ينفع معها الاستعجال، لأن الاستعجال قد يؤدي إلى البتر والإرتكاس” (من تقديم كتاب: “النظم التعليمية الوافدة في افريقيا رقم 63).

ولئن كان الأمر على هذا المنوال في البلدان التي قطعت مع التعثرات، وأصبحت مثالا يُحْتذَى في المجهود التربوي والتعليمي، فإن حالنا موجع وأليم، إذ هو كل يوم في شأن. فالأزمة أزَمَّتْ وأزْمَنَتْ، والمجهودات أشتات، فلا أحد يأخذ بما تركه السابق تطويرا وتعديلا وتكميلا، ويجعل منه أمرًا سويا أو ما يفيد السِّوَى والجادة. بمعنى أن كل مسؤول مَحَّاء، وتلك عقابيل الارتجال والفردانية، وانتفاء الرؤية والوضوح، وعدم تصريف التصور التربوي في المجرى المنشود نحو الغاية المتوخاة من خلال الإبقاء على الثوابت التي وقع في شأنها الإجماع، أو –في الأقل- اسْتُحِسْنَتْ وَحَظِيَتْ بالتعديل والتجريح، والموافقة في آخر المطاف.

ثم إن التربية في بلادنا لم تكن تشكل –قبل الآن- هَمًّا مؤرقا، وأولوية تستوجب الإنهاض، وربح قصب السبق في معمعان التنمية بواسطتها –دعك من فورة حماس سنوات الاستقال الأولى- على رغم الانتفاض النقابي والحزبي ضمن محطات يعرفها الجميع بدءا من منتصف الستينيات، وانتهاء بأواخر الثمانينات من القرن الماضي. ففي حين كان أولو الأمر، وأصحاب القرار يتنكبون السبل القمينة إلى نشر التعليم، وإعلاء رايته مُعْتَبرِينَهُ صُدَاعًا، إضافيا، وبابا مفتوحة على التنطع والمناطحة من خلال المعرفة الموصلة إلى الوعي والخبرة.. ومن ثم اقتسام الثورة والوجاهة، والتسلق الاجتماعي، كانت الأحزاب الوطنية الديمقراطية تحديدا : (الاتحاد الاشتراكي، وبعض فصائل اليسار)، والنقابات المناضلة ذات السند والمد الجماهيري الهائلين، تراهن على التربية والتعليم كحق سام ومبدئي من حقوق أفراد الشعب، واضعين اليد على قيم ومباديء هي ما ينبغي أن يكون عليه النظام التربوي المغربي من أجل صنع المواطن الحر، المتعلم، العارف، الناهض، والجاهز لولوج العصر، والقطع مع الأمية والجهل والتخلف.

مناسبة هذا الاستطراد، أو هذا الاستعواد –إذا صح التعبير- هي وضعية التعليم والتربية المعطوبة، إذ هي ثمرة مُرَّة لريح الشد والجذب التي ذكرناها، والتي هزت الشجرة طويلا، فلم تدعها تستفيد من شعاع الشمس، وَفَيْء الظل. وهي حاصل التسويف والتلكؤ، والمحو أيضا. وهذا يقودنا إلى استذكار التقويم الهيكلي سَيّءٍ الذكر في العام 1982، الذي أوصى به صندوق النقد الدولي ضدا على الرغائب الاجتماعية في التمدرس، والتعميم والمجانية، وتحسين وضعية نساء ورجال التعليم المادية والمعنوية.

ولأن الحديث ذو شجون، والمقام يَنْكَأُ الجراح، فإننا سنقفز على عقدين من الزمن راوح فيهما التعليم مكانهُ ومَدَارَهُ كَمِنْ فقد الاتجاه، والبوصلة حيث طغى جَزْرُ المواقف على مدها، وطما السلبي على الإيجابي إذ مورست عليه صنوف وضروب من التجريب والتخريب، والتعريب، لنصل إلى العام 2000. ففي هذه السنة (وُهِبَ المغاربة ميثاقا وطنيا للتربية والتكوين، وبشروا بميلاد مغرب جديد في عام 2010، فيه يحققون الإصلاح التربوي، وفيه ينجزون المدرسة الوطنية التي حلموا بها طوال خمسين سنة، وفيه يشهدون النهضة الثقافية والعلمية، وفيه يغاثون ويعصرون) [علي البرقوقي- مجلة روافد ثقافية –ع 17- 2010].

مرت عشر سنوات كأنها البرق الخُلَّبُ، وها نحن –إذًا- نَدْعُو وَنُدْعى إلى إصلاح الإصلاح، من خلال برنامج استعجالي طموح وواقعي يروم تدارك مافات، ويتغيا معانقة المواعيد التي أخطأتها الأدبيات والوعود البراقة، والحسابات الضيقة الغالطة والمغلوطة.

لكن السؤال الذي ينطرح للتو : إلى أي مدى تغلغل البرنامج الاستعجالي بمجالاته، وبمشاريعه، وخطاطاته، وتدابيره، وإجراءاته في النسيج المجتمعي، والسياسي، والمدني، والجمعياتي، وصولا إلى المؤسسات التعليمية المعنية في البدء والختام.

وهل هناك متابعة يومية حثيثة من لدن الشركاء الحقيقيين والافتراضيين، وعموم الشرائح المجتمعية، والنُّخَب الفاعلة، مثلما هو الشأن -مثلا- بإزاء الجهوية الموسعة (المتقدمة) التي دعا إليها جلالة الملك؟ وهل ثمة نقاش عمومي واسع محايث ومواكب لقضية البلاد الثانية التي هي التربية والتعليم؟

وإذا كان، فأين يقع، وما الفضاءات والأمكنة التي تحتضنه ما لم نَسْتَثْنِ مكاتب وقاعات الأكاديميات، ومكاتب النيابات ومركز الملتقيات بالوزارة؟

وأين الوسائط الإعلامية من كل هذا والمحطات التلفزيونية المغربية التي تذيع البرنامج بالصورة والتنشيط منهجيا وعلميا من دون ضجيج إعلامي مجاني، وتحشيد خطابي تجييشي، وافتئات على حقيقة الوضع الكارثي الذي تعرفه المنظومة التربوية باعتراف الوزارة الوصية بَلْهَ المجلس الأعلى للتعليم والذي هو مؤسسة دستورية؟

من المفترض أن الاستراتيجية المومأ إليها في مكان آخر من هذا المقال، والتي تشتغل كروح هادية للبرنامج الاستعجالي، تمنح للمجالات الأربع نفسا جديدا قوامه الدينامية الكامنة في تشخيص الوضعية العامة، ومحاولة تخطيها على مستوى إحكام ميكانيزمات ما يسمى ب “التنزيلات”، واعتماد المؤشرات الكفيلة بضمان أجرأتها بالشفافية المطلوبة، والوضُوح المبتغى، والإشراك المُتَغَيَّا.

لكن يبقى سؤال الأسئلة عالقا ومعلقا وهو : هل ستظل المدرسة، بما هي حامل رمزي لمشخصات الأصالة والمعاصرة، الماضي والحاضر، التراث والمستجد، وبما هي معيدة إنتاج حفنة من السلوكات، والقيم الزمكانية، هل ستظل هي، هي؟. ألسنا نعيش، وبالحَرِي، نُعاين انقلابا معرفيا، وهدما للأنساق والمساقات المتواضع عليها، وارتجاجا للأنماط، وزعزعة لسلم القيم بفعل مصادر متشابكة ومتداخلة تتأسس في مجملها على العقل والعقلانية، والبرجماتية، والنجاعة العلمية، والثورة التواصلية المعلوماتية، وبفعل وسائط تَتْرى في حقل تكنولوجيا الصورة، والرقمنة الكاسحة؟

إذًا، كيف السبيل إلى مجاراة ما يجري حولنا؟ ومسايرة ما يسير قُدُمًا إلى الأمام غير آبِهٍ، ولا ملتفت إلى الوراء؟ وكيف نساهم في تسطير جملة فعلية مفيدة تتركب من الفعل والفاعل والمفعول به، في كتاب الكون، وتقديم صورة زاهية عن ملمحنا، وانتسابنا إلى العصر وأسئلته؟ ذلك هو السؤال.

إن “الحديث عن مستقبل التربية، وإرساء أسس المواكبة والتطوير الضروريين لها، يجب أن يكون نابعا في جوهره من قراءة عميقة واعية للتحولات السياسية والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية التي جعلتنا نعاصر فترة من أهم الفترات خطورة. وتأثيرا، فترة تشهد تسارعا مذهلا للتاريخ، يكاد يصيب بدواره أعظم العقول حصافة ورجاحة، ويعبث بكل القيم التي طالما بشر بها القرن التاسع عشر”.

فالمغرب –على عكس ما يحدث الآن وإن باحتشام- لم يُخْضِعُ المنظومة التربوية للنقاش التقليبي الحقيقي الذي يذهب تَوًّا وفورًا وبالوضوح الكافي إلى الكوابح والأدواء، كما أنه لم يضعها ضمن رهاناته، واستبصاراته، وتدابيره النابعة من حس وطني عال، ووعي بفداحة التأخر والتخلف، وقلب ملتاع يتآكل حسرة وكمدا على الحال المأساوي، بل أبقاها متروكة لبندول الظرفيات، والحسابات السياساوية، والتكنوقراطية المِلَفَّاتِية المُنْبَتَّة عن الجذر والجذع والأطراف، ومتروكة للمزاجية المعتكرة، والمحو عَقِبَ كل تشكيل حكومي، وغب كل استحقاق انتخابي مُفْتَرَى عليه !

داخل هذا اللبس والإلتباس الذي حَاط وَيَحُوطُ مسألة التربية والتعليم، هل بالإمكان التحدث عن تفكير السلط الوصية على القطاع، بالانتصار للمدرسة المغربية العمومية، مدرسة المغاربة طُرًّا كما لاَ يَعْيَا من الترديد، المتنادون بالغيرة المتأججة، على مصير فلذات أكبادنا، والمدارات القروية التي يصلها –بالكاد- رذاذ- لنقل : غبار هذه الأريحية الزائدة والمزايدة، بينما البُؤْسُ مُعَرَّشٌ، وسيد المداخل والمسالك إلى المغرب العميق، أي: إلى تلك القرى والمداشر الشتيتة المحشورة في خاصرة الوديان الناشفة أو الغاضبة، والسفوح الصلعاء، والجبال الباكية والمقفلة.

ومن ثمة، ينبغي أخذ الكتاب بقوة : كتاب التربية والتعليم، من لدن الفئة المؤمنة الملتاعة، النخب الوطنية الديمقراطية الحداثية المثقفة، والمسيسة بالمعنى النبيل لكلمة “سياسة”، والدفع باتجاه تحريك “وتزييت” عجلة هذه الأوراش الإصلاحية الكبيرة التي انخرطت فيها الدولة : أوراش البرنامج الاستعجالي الذي هو –بالأساس- برنامج استراتيجي- رغم الحيز الزمني القصير الذي يراهن عليه- استراتيجي بالنظر لكونه يغترف أساسياته، ومكوناته، ووسائل عمله، وآليات اشتغاله، وأهدافه، وغاياته، وفلسفته، من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، لكن وفق دينامية تدبيرية، ومصاحبة مالية متحكم في حالها ومآلها، أقساطها وتكاليفها، وأحجامها، وذلك في الأفق المنظور من حيث هي المداخل والمفاتيح لإقرار الإصلاح على الأرض، وهو الشيء المفتقد، والحلقة الفارغة التي كلست بنود الميثاق، وقيدتها منذ صفارة الإنطلاق.

نؤمن بأن البداية التي كان ينبغي أن تبدأ، بدأت بما يعني أن تشخيص واقع المنظومة التربوية، ووضع اليد على المُثَبِّطات،والعراقيل والإكراهات، والقول بمجانبة الطريق الموصلة إلى الأهداف المرسومة قبل الآن، كل ذلك، وغيره، مؤشر مسؤول وإرادي على الدخول الفعلي إلى وفي معركة إنجاح المنظومة التربوية التعليمية، والنهوض بها، والحسم، نهائيا، مع التردد، والتأجيل، والتفويت، والإنتظارية، والإنخراط الكلي في معمعان تنفيذ المشاريع المبرمجة، وأجرأة العمليات المسعفة لبلورتها، وتطبيقها على الأرض.

ودائما يُعَاوِدُ السؤال ملحاحية انْطِرَاحِه –آهٍ من السؤال !- : هل يكفي الاسْتِعْجَالُ دواء شافيا لأدواء المنظومة التربوية، والحال أن موعد المدرسة المغربية مَوْقُوتٌ وَوُلُوجَ العصر الرقمي من أوسع أبوابه؟ فهل نؤجل الموعد مرة أخرى ريثما ننفض اليد من إرساء البنيات وتأهيل الفضاءات، وتوسيع العرض التربوي، وتعميمه؟

كيف نقوم بالعملين معا، ووفق أية أجندة؟ وهل تغلغلت ثقافة التواصل والمعلوميات، والتقدم في نسيج المجتمع المغربي، أي بعبارة جامعة : هل تم ولوج مجتمع المعرفة الذي لا مندوحة عنه إذا أردنا أن يكون لنا موطيء قدم تحت الشمس. تلك بعض من الأسئلة المطروحة على بساط اليومي، وبرنامج العمل، والتي ستكون عناصر للتأمل في مقال قادم.

‫تعليقات الزوار

7
  • حسن
    الجمعة 6 يناير 2012 - 04:06

    في البداية نشكرك على مقالك القيم الذي نلمس من خلاله إرادتك وعزيمتك لإيجاد حلول ايجابية ومناسبة لإصلاح معضلت التعليم بالمغرب الذي يتخبط في مشاكل لا تحصى ولا تعد.
    من خلال منهجية كتابتك لهذا المقال الذي سأحتفظ به في أرشيفي الخاص أود أن أطلب منك إعداد مقال أو دراسة حول موضوع تدريس الأمازيغية في المنظومة التربوية وموقعها في الإصلاحات التي سيعرفها مجال التعليم بالمغرب مستقبلا؟

  • أبو هالة
    الجمعة 6 يناير 2012 - 10:18

    مما لا شك فيه أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين أو الكتاب الأبيض الذي أنزل من علي على حكومة التناوب كقطعة ثلج جامدة باردة لم تستسغها المرحلة بما يكفيها من العناية والإهتمام المطلوبين لأجرأتها على أرض الواقع بل إن واقع الأرض لم يكن مهيئا لتقبل مثل هذه الأجسام الغريبة عن دائرة معارفنا واهتماماتنا التي كانت منحصرة في تحسين الظروف المعيشية والإنسانية من حقوق وحريات وكرامة ومواطنة وكذا الشغل الشاغل للوحدة الترابية ناسين أو متناسين أن الحقل التعليمي والتربوي هو الدعامة الأساسية لكل تلك الطموحات والإنشغالات التي اعتبرناها أولويات لا يمكن القفز عنها بل قفزنا على مصير التكوين والتربية والتعليم الأمثل للوصول إلى هذه النتائج المحبطة واكتفينا بقراءة سطحية وغير منسجمة مع كافاءاتنا للميثاق الوطني للتربية والتكوين وعدم تنزيل كل الآليات المطلوبة والممكنة لأجرأته بكل أمانة بل إن عدة التنزيل كانت مغيبة في بادئ الأمر إما تقصيرا أو لعدم إدراك روح وفلسفة الميثاق من طرف كل الفعاليات المعنية بالإنخراط في هذا الورش الذي خالفنا موعد تفعيله بكل ما نملك من إخلاص وحب وتفان لصالح أجيالنا حاضرها ومستقبلها .

  • محمد مطيع
    الجمعة 6 يناير 2012 - 11:15

    أغرقت في التزيين اللغوي و ما وضعت الأصبع على الجرح
    تحية طيبة،إن رهان كسب معركة إصلاح التربية و التكوين ببلادنا يلزمه شرط الروح الوطنية العالية و هي التي افتقدت في مختلف مراحل الإصلاح ،الذين أعدوا برامج الإصلاح أكاديميون كانو أو سياسيون…لم يستحضروا هذا البعد .تم إقصاء التربويين الممارسين للتربية فعلا لا قولا،وجاءت الإصلاحات مبتورة ،و قد ناديت في 2001 في مقال بجريدة العصر سابقا بأننا سنبكي بعد سنوات على فشلنا في الإصلاح المنشود ،و تحقق الأمر كما ذهب إلى ذلك الكثيرون ليس لأننا منجمين و لكن لأن الواقع أكد ذلك و بين أن من وضعوا خارطة الطريق المتوافق عليها لإصلاح منظومة التربية و التكوين لا علاقة لهم بالتربية و التكوين فعلا.تراجع مستوى التحصيل المعرفي،و هزلت المكاسب اللغوية ،و غابت التخصصات العلمية و تخرجت أفواج من المجازين و حملة الماستر؟لا تفقه شيئا إلا من رحم ربك .و عينت في مختلف أسلاك التدريس بلا تكوين أو مؤهل حقيقي يجعلها قادرة على ممارسة الفعل التربوي،وأضيفت أعداد أخرى إلى الوظيفة بغير فائدة و القائمة تطول. إن إصلاح نظام التربية و التكوين قد لا يحتاج لكل هذا اللغوو اللغط الكثير إذا

  • محمد مطيع
    الجمعة 6 يناير 2012 - 11:27

    تتمة إن إصلاح نظام التربية و التكوين قد لا يحتاج لكل هذا اللغوو اللغط الكثير إذا أسندت الأمور لأهلها ،و تم وضع رؤية واضحة لما نريده من التعليم ، فما جدوى تخصصات في سلك الباكلوريا تجعل جميع الحاصلين عليها سواء في ولوج المعاهد و الجامعات؟ فيزياء ع ح أ رياضيات …و ما جدوى مواد تدرس بشكل عشوائي في أسلاك مختلفة التكنولوجيا التربية التشكيلية الإعلاميات…و ما الغرض من تقزيم الزمن التعلمي لمواد أساسية كاللغة العربية و الرياضيات في سلك الإعدادي؟ و كيف يمكن رفع جودة التعلم بأساتذة جاؤوا خطأ لممارسة التربية و التعليم ؟ و كيف لمن كان تخصصه أدبيا أن يدرس العلوم ؟ الأسئلة كثيرة و الرغبة الحقيقية للإصلاح تقتضي فتح باب الإبداع و التجريب و اختيار الأكفأ لهذا الغرض .لقد كتب على المغاربة أن يصنفوا في ذيل الأمم بفعل سياسات تعليمية هجينة تستبعد الحس الوطني و القيم الأصيلة للتربية الإسلامية.أين التربويون العرب و المسلمون في وضع البرامج الإصلاحية ؟ ماذا جنينا من استيراد النظم الغربية ؟ و مع كل هذا فإن بصيص أمل لازال يلوح في الأفق إلى المسؤولين غادروا كراسيكم و مكاتبكم و انزلوا إلى الميدان لمعرفة الصواب.

  • hakimhassane
    الجمعة 6 يناير 2012 - 15:41

    كل هذه العلل نتيجة: أولا،هو مخطط للحصول على هذه النتيجة( الأمية و التخلف).ثانية،الفساد و المحسوبية جعلت الشخص غير المناسب في التخطيط و مراكز حساسة في إدارة التعليم.

  • ياسين بن يحيى
    السبت 7 يناير 2012 - 00:04

    شكرا على المقال، لقد أصبت عصب المشكل الرئيس الذي نتخبط فيه منذ عقود (كما أشير إليه أيضا في مقال "لماذا نريد العدالة والتنمية في التعليم")، ولقد أصِبنا نحن بخيبة أمل كبيرة حين أفلت العدالة والتنمية هذا القطاع الجد حساس من بين يديه، خيبة أمل برأيي المتواضع أكبر حتى من تضييعه لوزارة المالية (أما النكسة المستمرة للأوقاف مع التوفيق فهي قصة أخرى).
    متى نعي أن التعليم هو الأساس للنهوض بالأمة، ولا بناء بلا أساس سليم، وأن الاستثمار في البشر خير من الاستثمار فيما سواه. متى نتعلم من تجارب الدول (كتركيا وكوريا ومن قبل اليابان) التي قفزت إلى صفوف الدول المتقدمة بفضل تركيزها على التعليم والبحث العلمي وتخصيص جزء مهم من ميزانيتها للنهوض به. أليس من حقنا أن نرى إحدى هذه التجارب تُطبق في بلادنا، محافظين في نفس الوقت على خصوصيتنا الدينية واللغوية والثقافية.
    رسالة إلى السيد بنكيران، أرجو من الله أن تصله : لا أعلم إن كان بإمكانه كرئيس حكومة أن يضمن لنا التقدم الحقيقي والمطلوب في التعليم مع الاستقلالي الوفا، لكن نطالبه بالمتابعة والمحاسبة المستمرة وبأن لا يتوانى في إقالته في حالة التقصير والتهاون.

  • ع.السلام اخوادر
    الأحد 18 نونبر 2012 - 14:52

    بسم الله الرحمان الرحيم.بكل موضوعية أقول بأن التعليم بالمغرب لا يمكن أن يصلح اصلاحا حقيقيا الا ذا تغيرت عقول المسؤولين،وأصبحوا يفكرون في أبناء غيرهم كما يفكرون في أبنائهم .فغياب الروح الوطنية وغياب الحكامة الجيدة وغياب المحاسبة… ينتج عن هذا كله أزمات وهذا ما نلاحظه على أكثر من صعيد.

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب