القردُ الفنّان و"نقّادُ" آخر الزمان(1)

القردُ الفنّان و"نقّادُ" آخر الزمان(1)
الجمعة 17 ماي 2013 - 12:44

بسم الله الرحمن الرحيم

(1)

ملخصُ قصة القردِ الفنّان

خبرُ هذه القصة كان له، في وقته في شهر دجنبر من سنة 2002، دويّ كبير في الأوساط الفنية والثقافية، لكن الإعلامَ “الحداثي” الجبّارَ، بما يملكه من وسائل وإمكانات هائلة، استطاع أن يمنع صدَى هذا الخبر أن يذهب بعيدا، وأن يجعله خبرا مقروءا في الأخبار الثانوية، التي سرعان ما يأتي عليها النسيان.

ملخَّص القصة أن صحافيا مصريا شابا، اسمه (صلاح محفوظ)، كان يعمل محررا في مجلة “الصدى” الأسبوعية الإماراتية، وكان له ميل واهتمام بالتحقيقات التي تتسم بالتشويق والمغامرة، قام بإحضار قرد من نوع (الشامبانزي) كان استعاره من إحدى السيدات، ووضع أمامه لوحةً وألوانا وفُرشات، ثم تركه وكأنه “فنانٌ” في مَرْسَمِه. ولم يمرَّ وقت طويل حتى انتابت القردَ غريزةُ اللهو والعبث، فأمسك بالفرشاة، مُقلدا ما رآه من صاحبِه الصحافي، ثُمَّ جعل يلعب بالألوان على اللوحة على طريقة القرَدَة في الحركة والخفة والقفز والنّزَق، حتى شبع خبطا بالفرشاة وتلطيخا بالألوان. بعدها قام الصحافي “المغامر” بتصوير لوحة القرد العابث (شيتا) في عدة نسخ، ثم جعل يعرضها على بعض أصدقائه ومعارفه من الأدباء والكتاب النقاد مدّعيا أنها لوحة لأحد أمراء الخليج، سمّاها (أمريكا والعالم)، وأنه ينوي عرضها في لندن، وإصدارَ كرّاسة تضم مقالات تعرّف باللوحة وتشرحها وتنتقدها فنيا، وأوهمهم، كُلاًّ على حدة، بأنه قد تكون هناك جوائز مالية لأصحاب هذه القراءات النقدية الفنية للوحة. وبسبب الطمع في نيل الجائزة من الفنان الخليجي الوهمي، انطلق الكتاب والنقاد يكتبون عن لوحة (أمريكا والعالم)، وأطلقوا لخيالهم العنان في تفسير دلالات الألوان والخطوط والظلال وما إلى ذلك مما خلّفه عبثُ القرْد على وجه اللوحة.

وفي المرحلة الأخيرة من هذه القصة(التحقيق/الخدعة)، قام الصحافي (صلاح) بفضح الحقيقة في مجلة (الصدى)، بتاريخ 22/12/2002، ونشرَ نصوص مقالات النقاد والكتاب، الذين كتبوا عن لوحة القرد وهم يظنون أنها لإنسان فنّان. فوقعت هذه الفضيحة كالصاعقة على من وقعوا في فخّ الصحافي المغامر، أولا، وعلى الوسط الثقافي الفني، ثانيا، وتردّدت بعضُ أصدائها في بعض وسائل الإعلام، لكن سرعان ما خمَد لهيبُها، وحُفِظت في الأخبار العادية المنسية.

ومع هذه الفضيحة المدوية، التي لم تترك للنقاد المهرّجين الأدعياء ملجأ يحتمون به، فإن منهم من قامت قيامتُه بالاحتجاج والطعن على الصحافي، والتشكيكِ في مقصده، وتهديده بالقتل، بل منهم من أَنكر جملة وتفصيلا ما خطَّه بيمينِه عن اللوحة القِرْدِية.

هذا هو حالُ الكتّاب والمثقفين المُزوّرين المُبْطِلين دائما؛ فهم ليسوا راشدين للاعتراف بأخطائهم وكبواتهم وانحرافاتهم، بل هم مستعدون، في كل الظروف والأحوال، للمواجهة والخصام، وإن كانت التهمةُ ثابتةً عليهم كالشمس الحارقة في قَيْظِ النهار.

ولتكتملَ الصورةُ عند القارئ الكريم، أسوق فيما يلي مختاراتٍ مما قاله كتابنا ونقادنا “الطمّاعون” عن لوحة القرد العابث (شيتا)، من غير أن أذكر الأسماء، لأن الذي يهمّنا هنا هو ما قالوه:

وصف أحدُهم-وهو معدود في الشعراء- لوحةَ القرد بأنها “غيوم من الموسيقى والإيقاع اللوني الهادئ في صخَبِه، والصاخب في هدوئه”. وعاد فوصفها، في مقال آخر، بأنها “قصيدة بصَرية” و”بأنها أغنياتٌ ملونة(…) تختصر الغناءَ في جملة صغيرة هي الهمْس. كأن الفنان يعالج أرواحنا بهذه الشلالات اللونية المنجَزة بأناقة بالغة(…) تكاد تشتم فيها رائحة الخُزامَى، والفجر، والحلم، والحب، والشمس ، والرقة.”

لاحظ، أيها القارئ الكريم، هذه اللغةَ الواثقةَ المطمئنّة المتعالمة في مقالاتِ هؤلاء المنتحِلِين لصفات النقاد وعباراتهم!!

وقال آخر عن عبَثِ القرد (شيتا): “للوهلة الأولى لا يستطيع المرء إلا أن يقف مكتوياً بحرائق اللون وبراءة اندفاعاته أمام تجربة تشكيلية جديدة ومتمردة وباذخة في رؤاها، تبحث عن إطار تعبيري مختلف(….) وهي تتقدم إلى متلقيها مسكونة بحرية فائقة، تأخذنا إلى تخوم التجربة المطلق، إن صح التعبير. وهذا بحد ذاته يتطلب من قارئ اللوحة أن يتسلح بذائقة مختلفة، تبتعد بمسافة غير محسوبة عن أنماط التلقي التقليدي الذي يبنى على حسابات الكتل والمساحات، وقوانين التشريح وكيمياء الألوان”.

وقال ثالث: “…لوحةُ (أمريكا والعالم)(….) هي بمثابة رفض لوني أو إدانة ضوئية متوهجة عبر لوحة تجريدية ذات بعد فلسفي عميق، يحرص على تكريس قيَّمِ مواجَهةٍ ومقاومةٍ لهذا التوحش الحضاري المتكئ فقط على القوة والافتراس. هكذا تبدو أمريكا بوصفها حضارة مادية مبنية على قوة مفرغة من المبادئ الإنسانية، وذلك هو سر الدماء الحمراء.”
تعجّبْ من هذه الجرأةِ في التحليل والتأويل!!

ورأت “ناقدة” محسوبة على الفنانين التشكيليّين “أن مبدع اللوحة ترك مساحات بيضاء لإشاعة الأمل والبهجة تأكيدا لجمال وروعة الحلم(…) فالفنان يدعونا لإعادة قراءة الواقع(…) ويبدو وكأنه يبحث عما هو أعمق من حدود المعرفة المتاحة”.

وكتب آخر، وهو أيضا محسوب على الفن التشكيلي، فوصف “إبداع” القرد بأنه “خطوط وألوان بُعثرت بشكل فلسفي عميق يشير بكل ثقة وجرأة، من خلال ألوانها المتداخلة والمتضادة، إلى طبيعة العلاقة التي تحكم أمريكا بالعالم(…). لقد استطاع الفنان ببراعة وحنكة صياغة واقع سياسي بكل تعقيداته من خلال خيوط وألوان ذات مدلولات غاية في العمق.”

وممن “حللوا” لوحةَ القرد طبيبٌ متخصص في الأمراض النفسية والعصبية. ومما استنتجه في تحليله أن “قلة المساحات البيضاء باللوحة تشير إلى أمرين: أولهما أن هذا الفنان يزدحم عقله بثقافات مختلفة وكثرة اطلاع. وثانيهما أنه متشائم بدرجة كبيرة، لأنه قلص مساحة الأصل التي يشير إليها اللون الأبيض. كما تشير طريقة رسمه للوحة إلى أنه رسمها على مرحلتين، الأولى كان يمر فيها بمرحلة قلاقل نفسية نتيجة مشاحنات أو مشكلات عائلية، وهذا بدا من التوتر اللوني الذي يعبر عنه بوضوح في الجانب الأيسر من اللوحة، أما الجانب الأيمن من اللوحة فقد رسمه وهو في حالة نفسية مستقرة، تعبر بوضوح عن حالة انسجام عاطفي وعائلي، حيث تميزت الألوان بالدفء والتناغم. لكن المثير في هذا الفنان(….)أنه يعاني من أعراض فصام عقلي في بداياته أصيب به من كثرة قراءاته واطلاعه على تجارب الآخرين”.

وقد علّق أحد الصحافيين على “تحليل” هذا الطبيب لـ”خلْطَة” القرد بقوله ساخرا: “إن هذا التحليل يجيز لنا أن نقبض على هذا الطبيب، وأن نرسله إلى مصحة عقلية يديرها القرود.”
هذه الفضيحة الصحافية بيّنت هذا الحضيض التي نزل إليه مستوى الإبداع عندنا، تأليفا ونقدا؛ كما أثبتت أن الفن، أيَّ فن، حينما يفقد الضوابطَ والقواعد والمعايير المعتبَرةَ في الإبداع، فإنه يتحول إلى حِمى مُستباح لكل من هبّ ودبّ، كما هو حاصل اليوم مع ما يُسمَّى بالشعر الحداثي، وخاصة في شكله الذي يُسمّونه بـ”قصيدة النثر”، حيث أصبح الناسُ جميعا متساوين في الإبداع، وأصبح في إمكان أي واحد، مهما كان تعليمُه وتذوُّقُه وتمكُّنُه وأخلاقُه، أن يُبَرِّقَ عينيْه، وأن يدعيَ أنه “شاعر”، وأن يجد بكل سهولة، وخاصة إن كان من الميسورين، أو ممن وراءه إعلامٌ مهيمن ومؤثر، أو إديولوجيّةٌ غازيةٌ غالبةٌ، أو مقصدٌ شيطانيٌّ مُخرِّبٌ، مَنْ ينشر كلامه، ويُقرِّظُه على أنه “شعر” “جميل” “ساحر” “فاعلٌ تاركٌ” يستحق صاحبُه أن يُصنَّف في الطبقة الأولى من المبدعين البارعين!

وهذه هي النتيجة الحتمية للحداثيّة المتطرفة؛ حدودٌ مستباحة، وفنٌّ لا تحكمه أصول، ولا قواعد، ولا معايير، ولا صناعة، ولا أيُّ شيء من الضوابط والقيود، التي تحكم الإبداعَ وتميّزُ المبدعِين في مختلف الصناعات. مع الحداثيَّةِ المتطرفة، أنت مبدعٌ كبير في رَمْشَة عيْن؛ يكفي أن تكون ممن يعرف ضمَّ الكلمات بعضها إلى بعض، أو تخليطَ الألوان وبعثرَتها كيفما اتفق، كما فعل القردُ (شيتا)، وها أنت ذا شاعرا يمدحُه اللسانُ، وفنّانا تشكيليّا يُشار إليه بالبَنَان.

اُكتبْ كلاما بلا وزن ولا معنى، وثابر على الكتابة، فإنك لن تعْدَم، اليوم أو غدا، في نقاد هذا الزمان، ناقدا يهتم بشأنك، ويحتفي بتجاربك، ويعترف بك وبشاعريتك رغم أنف العالمين! هِي ذي “حداثة” الدَّناسَة والعدَمِيّة والإباحيّة!!

ومما له علاقة بفضيحة القرد الفنان في السياق الذي نحن فيه، ما قام به بعض الناس لاختبار معرفة النقاد وقدرتهم على التمييز بين ما هو شعر وما هو ليس كذلك، ولاختبار إن كانوا يستطيعون أن يميزوا كلام شاعر كبير من كلام غيره من الشعراء أو المنتحلين لصفة الشعراء. بل قلْ إنهم بهذا الاختبار أرادوا أن يثبوا أن ما يُسمَّى بالشعر الحديث، الذي لم يعد يعتد بالأوزان، ولا بالمعاني، ولا بالبيان، ولا بغير هذه من مميزات الشعر السليقي الأصيل، الذي تواضع عليها الشعراء والنقاد منذ كان الشعر موهبة وصناعة، وشعورا ومعاناة، ونظما موحيا بديعا، وخيالا شفيفا، وإنما هو(هذا الذي يسمَّى “شعرا حديثا”) مخلوق بلا أصل ولا هوية ولا ماض ولا مستقبل، وأن أي إنسان يمكن، إن أراد، أن يدعي أنه شاعر، بتنسيق بعض العبارات على شكل معين، وتوزيعها في صورة أسطر، وقد يأتي في تنسيقه وتوزيعه بشيء أعجب وآنق وأقرب إلى أن يرتاح إليه ذوق القارئ، وتطرب له نفسه، من كثير من النصوص المنشورة المنسوبة إلى أسماء لها قامات لا تُطاولُ في فضاء ما يُسمّىَ بالشعر الحداثي.

في بدايات انتشارِ ما يُسمّى بـ”قصيدة النثر”، في الستينيات من القرن الماضي، قام بعض المثقفين بكتابة نصوص بعبارات تحاكي ما كان شائعا من صفات “قصيدة النثر”، كالغموض، والتعقيد، واستعمال بعض الرموز التي كان الاحتفاء بها كبيرا في كتابات الأدباء في ذلك الوقت- المهم أن هؤلاء المثقفين اختلقوا نصوصا تضاهي النصوص التي كانت تُنشر باسم “قصيدة النثر”، وقاموا بإرسالها إلى (أنسي الحاج) في جريدة “النهار” ببيروت، وهو يومئذ من أعلام بدعة (قصيدة النثر). ولم يكن من المسكين (أنسي الحاج) إلا أن قام بالاحتفاء بها ونشرها على أنها من جنس هذا “الشعر الحداثي الفاتح العظيم”!

لقد مرّ خبرُ هذه الفضيحة الفنية/النقدية/الثقافية-فضيحة القرد الفنان- من غير أن يقف الناسُ عنده الوقفةَ اللازمة الحازمة الحاسمة، وأقصد بالناس مَنْ هُمْ مِنْ ذوِي الوزن والرأي والاختصاص الأمناء في مجالي الإبداع والنقد، وليس مَن هُمْ من طينة نقادِ لوحة القرد (شيتا).

أعتقد أن النقدَ حينما يكون أمينا صافيا من غبش الطمع والمحاباة والتدليس، ومبرأً من عيوب الجهل والإمعية والتعصب الإديولوجي المقيت، ومعافى من الأهواء والصّنَميَّة العمياء، فإن ظهور أمثال “القرد الفنان” يكون متعذرا، إن لم نقل مستحيلا، لأن الأدعياء، ببساطة، حينئذ، لن يجدوا من يعينهم في شذوذهم وانحرافهم وانتحالهم ونَصْبِهم واحتيالهم؛ لن يجد المزورون المحتالون، في حضور النقد المتخصصِ الكشّافِ الفضَّاح، مظلةً فنية مزيَّفة يحتمون بها، أو ملاذا نقديا على مقاسهم يلوذون به.

مثلا، في الخمسينيات من القرن الماضي، حينما بدأ ينتشر أمرُ ما يُسمَّى بـ”الشعر الحرّ”، قام بعض النقاد المعارضين بالوقوف في وجه الظاهرة ناقدين ومُفَنّدِين ومُحَاجّين(من الحُجّة) بلغة النقد والأدب، وأدوات الفن والإبداع، وخبرة الذوق العالِم المدرَّب الرفيع، وليس بلغة الإديولودجيا والتعصب والرفض والهدم والعدمية والصخب والفوضى. لكن المعركة سرعانَ ما تحولت، على يد الحداثيّين المتطرفين، إلى معركة إديولوجية ضاع فيها النقد السليم البنّاءُ في غمرة زعيقِ قبائلِ “القرد الفنان”، وهِياج نقاد آخر الزمان، فتقَشَّع الغبارُ عن فرض انتصارٍ إديولوجي في معركة أدبية فنية بامتياز، وهي معركة ما تزال قائمة محتدمة إلى اليوم، وإن كان الخطابُ الحداثيّ الإديولوجيُّ لا يفتأ يتحدث عنها وكأنها معركةٌ من التاريخ الذي ولّى، وكأنها معركة انتهت وحُسمَت أدبيا وفنيا لصالحِ هذا الغثاءِ الغالبِ اليومَ باسمِ الحداثة والتنوير والمستقبل.

تتمة الكلام في المقال القادم، إن شاء الله.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

فاس: 16 ماي 2013

‫تعليقات الزوار

18
  • أيت صالح
    الجمعة 17 ماي 2013 - 13:39

    يا سيدي. لقد حرمتنا في هذا المقال من شيء أساسي ولا زالت أمامك الفرصة لتأتينا به وهو الشاهد : لوحة القرد. إننا نطالبك بإلحاح أن تضمنها في مقالك القادم الذي وعدتنا به في آخر الكلام.
    إذا حققت هذا المطلب سيكون لكلامك مصداقية.
    مطلب آخر : لا ينبغي أن يستهان بعقول القردة كما يشتم من هذا المقال.

  • كاره الضلام
    الجمعة 17 ماي 2013 - 15:23

    هناك خلط بين الفن التشكيلي و الفنون الاخرى، الفن التشكيلي ليس له معايير و قواعد محددة متل الشعر او السينما، و الثقافة البصرية في مجتمعاتنا منعدمة، ادن اسقاطك حالة الفن التشكيلي على بقية الفنون محاولة للتلبيس على القارئ.
    قصيدة النثر يتطاول عليها بعض ادعياء الشعر كسائر الفنون و لكن فيها شعراء كبار، و ادا كنت ضد قصيدة النثر فما هو موقفك من قصيدة التفعيلة؟ما رايك في قول درويش مثلا:" لعل لي ربا لاعبده لعلا"؟
    انت لست ضد شكل القصيدة و انما انت ضد الشعر، لان الشعر خطاب مناقض للخطاب الديني، الشعر هو الشعر سواء كان نثريا ام موزونا،.
    لنفرض ان انسي الحاج و غيره ادعياء شعر، فمادا عن قصائد بودلير النثرية؟ و مالاارميه و روني شار؟
    احيلك على قصة اقدم من قصة القرد بقرون طويلة، في بداية الاسلام تناهت سورة من القران الى سمع اعرابي في احد الاسواق فسال قائلها لمن هدا الشعر،اجابه بانه قران و ليس شعرا،فاصر الاعرابي على انه شعرغير انه كسر البيت العمودي الى تفعيلات،فطلب منه اعادتها مرة اخرى،فلما سمعها انشدها على شكل ابيات عمودية و قال هدا هو الاصل

  • ابراهيم بومسهولي
    الجمعة 17 ماي 2013 - 16:39

    هنيئا لك مرجعك الاماراتي "الصدى" و"منار الاسلام" والقطري "الامة" والكويتي "الوعي الاسلامي" والسعودي "الفيصل"
    ما لك يا رجل والمجلات والدوريات الرصينة, فهي مرتفعة الثمن غالبا, وافرنجية والعياد بالله عادة, ومعقدة دائما, ونسبية في كل الاحوال. وفوق هدا وداك تخلوا مطلقا من الشتائم ولا تبع على بابيي كلاسي

  • أحمد القدوسي
    الجمعة 17 ماي 2013 - 16:55

    شكرا صاحبي على هذا النبش في صناديق الأعاجيب التي جاءت بها الحداثة والتنوير والتقدم والمعاصرة و… نعم لما ارتمينا في أحضان هذه الشعارات -بدون حسابات منطقية يفعلها كل الناس العقلاء- كان لا بد من قطاف الثمار.
    ما سمي الخواء خواء إلا لافتقاره لأهم المحددات والضوابط إن على مستوى التصورات (المنطلقات والغايات)، أو الأليات (وسائل الأنتاج وقواعده) ، أو الغايات والمقاصد. وهذا – والحمد لله- أهم سمات الحداثة في جميع تخصصاتها
    الثقافية و السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ في حين أن موضوع هذه الأمور كلها هو "الإنسان" لا يقبل العبثية -ولا تقبل منه- لا في بدئه ولا في نشأته ولا في تصرفاته ولا في مآلات تصرفاته… بل إن صدر منه شيئ مما ذكر يكون مثار "النقد". والسلام

  • عبد الحليم زوبير
    الجمعة 17 ماي 2013 - 18:03

    لله درك دكتور ما أصدق ما قال مؤيد الدين الطغرائي:
    ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني حتى أرى دولة الأغاد والسفل

  • ARIBOU MOHAMED
    الجمعة 17 ماي 2013 - 18:08

    Trés belle anecdote !vraiment c'est l'ère aussi des singes chercheurs en histoire.

  • سقرااط العااشر
    الجمعة 17 ماي 2013 - 18:27

    مقال يزن ذهبا خالصا
    لم أسمع من قبل بهذه القصّه ، شكرا أستاذ .
    أصبت الهدف بل أهداف تستحقّ التنويه ، و مزيدا من العطاء.
    شطّ غيظ القرد شيطا شطّا و تشطيطا و حبّذا لو تفضّلتم بإطلاعنا على اللّوحه لستكمال حكاية شيطا شطّا .
    الشّعر النثري ساهل ماهل بحال لوحة شيطا ,حبك يحبك حبكا محبوكا أجْوَف ، تلصييق المصطلحات
    شعر حسّان بن ثابت و امرؤ القيس و المعرّي و المتنبي و أبو فراس …..هيهات هيهات ، عصور لعزززززّ .
    آآآآه يا عكاظ آآآآآآه

  • ابن البلد
    الجمعة 17 ماي 2013 - 18:38

    إن تحمل عليه يلهث
    حياك الله وأكرمك اخي. ما جاء في مقالك صادق. لقد اصبت كبد الحقيقة ورميت فأصميت (والدليل بعض ردود الفعل الغاضبة من بعضهم، ولك أن تنتظر الكثير غيرها). وما قلتَه يا سيدي ينطبق لا فحسب عل الرسم والشعر، بل هاك اللسانيات واهلها. فاللسانيون عندنا، والكبار منهم على الخصوص، "يتشبطون" بالتحليلات الفيلولوجية ويتيهون في آفاق "التأمل" اللساني، فيذهبون في ذلك كل مذهب، ويسقطون على العربية ما لا علاقة لها به. غير انك لو تأملت في ما يكتبونه ستجده يعج بأخطاء نحوية وتركيبية وتعبيرية مما نعلمه لأبنائا في المدارس!
    اقترح أن يفرض على كل من يسمي نفسه شاعرا أن ياتينا بقصيدة منظومة موزونة مقفاة، نعرف بها قدره في تلمس الجمال في الحياة وبثه في اللغة، ويحق له بعدها أن يكتب كما يشاء. وكذلك الرسامون، نطالبهم برسم يد من تلك التي كنا نراها معلقة في الحافلات قديما وفي وسطها عين وقد كتب تحتها "من راقب الناس مات غما"، فإذا أتقن رسمها قبلناه في ديوان الفنانين، وإلا فلا. ونفعل الشيء ذاته مع الباقين، من قصاصين و"روائيين" و"نقاد" وغيرهم، وسنرى كم سيبقى لنا من مبدع حقيقي آنذاك.
    مع التحية والمودة

  • عبد الله
    الجمعة 17 ماي 2013 - 18:44

    قال د. طه عبد الرحمن شفاه الله ما مضمونه أن ليس لك من الحداثة إلا بقدر ما لديك من الإبداع ، والحال أن أدعياء الحداثة عندنا غارقون في التقليد حتى النخاع ، ومن الأعاجيب أن بعض السجالات النقدية التي ظهرت في فرنسا بين البنيويين وغيرهم ظهرت عندنا أيضا لكن بفارق زمني يقارب الثلاثين سنة وبشكل ممسوخ !
    آفة التقليد تجعلنا لا ندخل زمن الحداثة حتى يدخل الجمل في سم الخياط ، إذ حين كانت المادية الجدلية موضة العصر ظهر عندنا من أهل النقد الماديون الجدليون ، ثم توالت الموضات من بنيوية وتفكيكية وما بعد الحداثة وغيرها، فظهر عندنا أيضا أتباع هذه التيارات من مقلدتنا ، بل قد لا يستحي نفس الشخص أن يتنقل بين هذه التيارات دون أن يقدم لقرائه أسباب انتقاله من تيار إلى آخر!
    فهل نحن في زمن القرد الحداثي؟!

  • أيت صالح
    الجمعة 17 ماي 2013 - 19:36

    إلى الأخ رقم 2 : كلما وجدت تعليقك قرأته. وفي كل مرة اقول في نفسي سيصلح هذا الخطأ. فلما طال يأسي قلت لا بد أن أراسله متمنيا من الاعماق أن يكون صدره واسعا أن يكتب -: كاره الظلام . بالرقبة وليس كاره الضلام .
    أما إذا تعلق الامر بثورة لغوية حداثية.
    فالمعذرة.
    ولكم واسع النظر.
    أيت صالح

  • عبد الله الناصح
    السبت 18 ماي 2013 - 00:18

    الى 2كاره الظلام.لما قٍرأت نقدك للكاتب ومن قبل تدخلاتك العديدة عبر هده الجريدة الإكترونية وقرأت مقال الكاتب تبين لي أنك أحد هؤلاء النقاد الدين يعنيهم الكاتب.لقد أصابك في المفصل ياكاره الظلام.الدي هو نعمة المولى عزوجل لكي ننام فيه وتنام المخلوقات العجيبة وينام فيه النقاد والفلاسفة والثرثارون وكل من يدعي المعرفة.وهو الظلام الدي سيصطحب كل خبيث وكل مفسد وكل متكب لايؤمن بيوم الحساب ليخلد فيه بعد الموت في عالم البرزخ وبعد دلك في جهنم والعياد بالله بعد المحاسبة(أفحسبتموا أنما خلقناكم عبثا وأنكم ألينا لاترجعون فتعالى الله الملك الحق لآغله إلا هو رب العرش العظيم)فتفلسف كيفما يحلو لك وكدب بكل شيء وشكك في كل شيء أيها العالم الصغير إن الله قاهرك رغما عن أنفك وأخاف عليك من العاقبة إن الله يمهل ولايهمل فلاتغتر بأربعة حروف تعلمتها في دهنك الصغير الدي خلق من ماء نثن خرج من مجرى البول مرتين.ورحم الله عبدا عرف قدره.إبليس أعلم منك ومن الجميع فلا تكن إبليسا.أرجو لك الهداية والتوبة من الخزعبلات التي تسوقها دائما من عقلك الصغير.فالقرأن كبير عليك ولايمكن أن تقارنه بشطحاتك وفكرك المثقوب أصلا.

  • د عبو مول الديطاي
    السبت 18 ماي 2013 - 01:05

    اعتقد أن المشكل ليس في الشعر الحديث ،ولا في لوحة القرد، بل في "المثقفين القردة" .

  • احميداني عبد الرحمن
    السبت 18 ماي 2013 - 02:29

    لك الشكر المعطر بالخزامى***كما أشرقت إشراقا نديا (من نظمي)
    أصبت كبد الحقيقة ولا عزاء للغموضيين أينما كانوا.
    لقد كان هذا الموضوع يؤرقني كثيرا فسعدت أشد السعادة بمطالعة مقالك الماتع وعبرت أحسن التعبير عما خالجني. وأجدني في كامل الاستعداد لقول ما كنت أتهيب منه عن الشعر المر عفوا الحر…
    حر القريض أرى فيه أخا ملق///فلا أميزه من شاعر لبق
    إذا طرقته أعياني وروعني///وعذت منه يري الناس والفلق

  • ع. سلامي
    السبت 18 ماي 2013 - 04:48

    لكل ناقد قدر مرجعي يغرف منه و به يقيس كل ما يراه أو يفكر فيه، و الحالة هاته أن صاحبنا غايته من المقال هي ضرب التجارب الشعرية المعاصرة، و له الحق كما قلنا إن كان يغرف من أقيسة القدامى ليحكم على الجديد، و هل تستقيم كتلك قاعدة ؟ هل كانت القاعدة هي أساس الشعر ؟ كانت و لم تَعد. لو بحثنا في جميع بحور الشعر أي الأوزان فلن نجد إلا ما وجدوه في السابق و هكدا ضاع الشعر لأنه لم يستقم على بحر من البحور الموجودة. الشعر أو الابداع بصفة عامة حرية شخصية تجعل المبدع ينطلق من نفسه لأجل امتاع المتفرج أو القارئ، فليس الابداع هو الغموض أو إثارة الشهوات أو تأدية منفعة أو ثقافة تُفرض على المتلقي. الابداع خصوصية عامة، تجعل المتلقي يشترك في العمل الفني أي الشعر و الفن التشكيلي و الموسيقى … الشعر أحاسيس موزونة إن كانت صادقة، و لو بحث صاحبنا عن الأوزان في الشعر العربي المعاصر أو الغربي لوجد نفسه تأخده أبيات قصائد كتبها شعراء في الشارع العام و أحيلك على قصيدة الشاعر الأمريكي شارل بوكوفسكي ( نيرفانا ) ستكتشف قارة جديدة اسمها الصدق الشعري كيفما كانت لغته.

  • sifao
    السبت 18 ماي 2013 - 10:21

    موقف الاسلام من الشعر والشعراء والفن بصفة عامة واضح تماما ولا يحتاج الى توضيحات أخرى ، وقولة " الشعراء…تراهم في كل واد يهيمون يقولون ما لا يفعلون .."محاولة لايهام الناس على ان القرآن ليس شعرا وانه كلام من الله، لكن مع ذلك يبقى أسوء ديوان في الشعر القديم ، المعلقات السبع أفضل منه بكثير شكلا ومضمونا .
    أما قصة القرد واللوحة وتعليقات الكتاب والنقاد عليها ، إن كانت صحيحة ، فالعنوان هو المثير فيها وليس خرابيش "شيتا" العنوان من وضع الصحفي وليس القرد ، لو أن هذا الأخير عنونها ب: "بوركينافسو والعالم " لكان الأمر مختلفا تماما ، لان امريكا هي التي تصنع الآن تاريخ السياسة والاقتصاد والعلم وهلم جرا.
    قصائد محمود درويش التي أنشدها مرسيل خليفة ،اليست في غاية الروعة ، أم انك عديم الذوق مثلك مثل فقهاء خطبة الجمعة؟
    مفهوم الحداثة الذي يُؤرخ له مع بداية التـاملات الديكارتية ليس مفهوما فلسفيا وانما مصطلحا فنيا يمييز بين نمطين من التفكير ، الاول طغى عليه ضمير الغائب اللاهوتي "on" والثاني بدأ مع ضمير المتكلم الذي جسدته عبارة ديكارت الشهيرة "أنا افكر" je" أي بداية وعي الانسان بذاته ونهاية تحكم الله فيه

  • عبد الحكيم المرابط
    السبت 18 ماي 2013 - 15:51

    مقال ممتع وغاية في الروعة يقوم على أسلوب التشويف يذكرني بطريقة أدباء مدرسة الديوان (العقاد والمازيني) في الانشاء الفني هذا على مستوى الشكل أما على مستوى الأبعاد والمقاصد فالحقيقة أن لب ما يعرفه واقعنا اليوم من فوضى الفن والحياة الاجتماعية والسياسة راجع إلى غياب الناقد الممحص الحصيف وشيوع المذاهنين لكل القضايا

  • كاره الضلام
    السبت 18 ماي 2013 - 18:32

    – حينما كتبت نازك الملائكة ديوانها الاول الحر هلل له الناس و اعتقدوا انهم يقرؤون شيئا جديدا، و لكنها بعد سنين كتبت قائلة انها لم تفعل سوى تفكيك الشعر العمودي الى تفعيلات و تعويض البيت بالسطر،ما قاله الاعرابي هو نفس المعنى بالضبط.
    -ان مهاجمة قصيدة النثر هو عجز من العموديين عن تدوق هدا الشعر الجديد كما عجز عشاق الرسم التشخيصي عن تدوق الرسم التكعيبي.
    – ادا كان هناك لاعبو كرة دوو مستوى ضعيف فهدا لا يبرر مهاجمة الكرة،من يهاجم لونا شعريا برمته تكون له دوافع اخرى ايديولوجية او مرتبطة بافتقاده للدوق الفني.
    – شعراء القصيدة العمودية لم يكونو اقل تحررا من الدين عن النثريين، ابو نواس و المتنبي هم اجداد شعراء النثر الحاليين.
    – الضحك ظاهرة اجتماعية تنتج انطلاقا من "كودات" شكلها الوعي اتلجمعي لشعب ما، و المنعزل عن المجموعة لا يمكن ان يضحك الناس، قصة القرد لن تضحك الا المنعزلين.
    – ينتقدون قصيدة النثر و لم يقرؤوا مالارميه و لا رامبو و لا بودلير و لا شار و لا بونفوا و لا الماغوط، تنتقدون ما لا تعرفون.
    – قصيدة النثر عمرها قرون و ليس خمسين عاما، فقد كتبها النفري و ابو حيان.

  • sifao
    الأحد 19 ماي 2013 - 00:55

    عبد الله 9
    الانتقال أوالتحول من تيار فكري أو سياسي الى آخر دليل حركية ونشاط وتفاعل وتجديد ، اما البقاء على العهد فلا يكون الا في العلاقات الانسانية والزوجية، عندما ظهرت هندسة ريمان وفزياء انشتاين لم يقل المهندسون والفزيائيون نحن على عهد
    أوقليد ونيوتن باقون ، الثبات على الرأي رغم وضوح الهشاشة من جمود العقل وعجزه عن استعاب متغيرات المرحلة، وهذه هي المشكلة التي تعاني منها العقلية اللاهوتية حتى ظلت تجر مهازل التاريخ وذيول الهزيمة ، انت ما زلت تفكر بالمعنى السوقي لكلمة الرجولة ، الرجل هو الذي يبقى على عهده وكلمته رغم البؤس والمذلة ، فأي معنى للرجولة ؟
    قيمة الثبات على المبدأ اوالفكرة يحددها مقدار المصلحة المشتركة والمتبادلة ، اين هي مصلحتنا مع استراد الجاهز ومحاولة التقليد أم البقاء خارج التاريخ باسم الأصالة ؟
    لولا تضحيات الماركسيين والحداثيين والعلمانيين لكنت مازلت تعيش مثل الصومالي ، الجوع والأزمة والعقوبات الجسدية ، تُجلد في الشارع أو أمام منزلك اذا فاتك وقت الصلاة أو تخلفت عن المسجد يوم الجمعة ، لكن هذا هو حال الانتهازي يدفع عنه الآخر حياته ثمنا ولا يحضر جنازته عند دفنها .

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | تحرير طنجة
الأحد 14 أبريل 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | تحرير طنجة

صوت وصورة
الأمطار تفرح الفلاحين
الأحد 14 أبريل 2024 - 18:16 4

الأمطار تفرح الفلاحين

صوت وصورة
أممية أحزاب الوسط في مراكش
الأحد 14 أبريل 2024 - 14:04 1

أممية أحزاب الوسط في مراكش

صوت وصورة
نقاش إلغاء عيد الأضحى
الأحد 14 أبريل 2024 - 11:28 47

نقاش إلغاء عيد الأضحى

صوت وصورة
فوز الجيش الملكي على الوداد
السبت 13 أبريل 2024 - 22:57 1

فوز الجيش الملكي على الوداد

صوت وصورة
تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع
السبت 13 أبريل 2024 - 16:27 3

تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع