رفات الملك تحت موقف سيارات.. أبحاث تصحح التاريخ

رفات الملك تحت موقف سيارات.. أبحاث تصحح التاريخ
الأحد 10 فبراير 2013 - 10:45

في غشت الماضي، وجد هيكل عظمي أثناء تنقيب علماء الآثار مدفونا تحت موقف سيارات في “ليستر”، وسط إنجلترا. وبعد أشهر من الأبحاث والاختبارات، أعلن العلماء البريطانيون يوم الاثنين الماضي أنهم مقتنعون ودون أدنى شك أن الهيكل العظمي هو للملك السابق الذي قتل في معركة “بوسورت” سنة 1485: ريتشارد الثالث.

وقد تم اكتشاف ذلك بعد أن طابقت ميتوكوندريا الحمض النووي المستخرجة من العظام، الحمض النووي لـ”مايكل إبسن”، وهو كندي يشتغل كنجار أثاث فاخر، والسليل المباشر لأخت الملك “ريتشارد” الثالث، “آن” من يورك. كما طابق الحمض النووي لأحد أقاربه من الدرجة الثانية، والذي فضل عدم ذكر اسمه. وقال “إبسن” إنه ذهل في صمت عندما أخبروه عن النتائج: “لم أكن أعتقد أني سأكون مطابقا للملك وقريبا منه إلى هذه الدرجة، لكن نتائج التحليلين ظهرت وكأنها نسخة مصورة!”

تم اكتشاف الهيكل العظمي مدفونا تحت بقايا ما كان يسمى سابقا “مدينة ڭرايفرايرز”.. إذ بعد قرون من أعمال الهدم وإعادة البناء، فقد تمام موضع قبر الملك الراحل، وشاعت أقاويل بأن جثمان الملك بعد انهزامه في الحرب ألقي به في أحد الأنهار البريطانية، انتقاما منه من جرائمه وطغيانه. غير أن الخبراء أكدوا أن أدلة وجدت على الرفات بعد أكثر من أربع أشهر من الأبحاث، من جروح المعارك وعلامات انحناء العمود الفقري، أو ما يسمى ب”الجنف”، تقترح ما مفاده أن تاريخ الآراء حول الملك كقاتل شرير، ربما وجب إعادة النظر فيها بل وإعادة صياغتها من جديد.

“لقد كانت الجمجمة في حالة جيدة، على الرغم من هشاشتها، استطاعت أن تقدم لنا معلومات مفصلة” يقول الخبير البيولوجي في علم الآثار، جو أپلباي، الذي قاد فريق التنقيب واستخراج الجثث المعثور عليها العام الماضي. حيث اكتشف أن الملك عانى من ضربات شديدة في الرأس، أدت واحدة منها إلى مقتله، مما يوحي أنه ربما فقد خوذته أثناء قتاله في ميدان المعركة. كما اكتشف “أپلباي” من جثمان الملك الراحل سوء معاملته بعد وفاته، من إصاباته في مواضع تدل على محاولات إذلاله، كما يتطابق والأخبار المنقولة تاريخيا، والتي تفي بأن المقاتلين عرضوا جسده عاريا في ليستر قبل أن يقوموا بدفنه.

وقد حفز هذا الاكتشاف العلمي الكثير من طلاب العلم إلى مراجعة التاريخ، وتصحيح الكثير من المغالطات. اكتشاف حفز أيضا علماء الآثار على المزيد من الأبحاث في ظل هذا التطور المبهر لأبحاث الحمض النووي التي باتت تخول اكتشاف هوية أي هيكل أو رفات قد يكشف خبايا تاريخية أو ثقافية من تواريخ الأمم.

وتقرر بمجرد الانتهاء من تحليل كامل للعظام، أن يتم دفن رفات الملك “ريتشارد” الثالث في كاتدرائية ليستر، على مقربة من موقع قبره الأصلي.

‫تعليقات الزوار

9
  • sarah
    الأحد 10 فبراير 2013 - 12:39

    مدفونا تحت موقف سياراتIl avait quoi comme voiture, Richard ?
    L' a t' on retrouvée aussi, sur le parking ?

  • karim
    الأحد 10 فبراير 2013 - 13:15

    ما أحوجنا الى مثل هذه الأبحاث في المغرب لتكشف التزوير الذي طال تاريخه هناك من يشتري بطاقة الانتماء للاشراف من أجل الإمتيازات التي تعطى لهم .
    قبر ادريس الثاني ظل مجهولا ستة قرون أكتشف في العصر المريني. والمؤرخ يقول أن سيدا نام فرأى رؤيا تقول أن ادريس الثاني دفن تحث الشجرة فاقاموا عليه قبرا (تاريخ مبني على رؤيا)

  • محمد
    الأحد 10 فبراير 2013 - 14:15

    بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله والله مازال الغرب يفاجؤنا ويبهرنا بانجازاته العلمية على جميع المستويات وهادا ان دل دل عن شيء واحد وهو العدل
    شكرا لكم ونتمنى للموقع ورواده المزيد من النجاح والاشعاع والرقي دمتم لنا

  • مصطفى، المغرب
    الأحد 10 فبراير 2013 - 14:19

    يجب بعث نتائج الأبحاث للصهاينة الذين هم يقولون أنهم متأكدين من وجود الهيكل تحت المسجد الأقصى لعلهم يغيرون رأيهم.

  • LADY VOW
    الأحد 10 فبراير 2013 - 14:23

    هد الهياكل لي لقاوها معه و من غير ما يكونو لا في حرب ولا هيكل ملك غيعاودو يدفنوهم في مكان نضيف و يليق بحرمة الموتى عكس حنا بالمغرب مقابرنا كتكون ملجئ لشماكريا و قطاعين الطرق ولناس باغيين يمارسو الشعوده او يغتاصبو حد gرساوه او كتكون مرحاض ليهم لاننا شحال من مره زرنا المقابر و كنلقاو فيها علامات ناس كتجي تقضي حاجتها عوض ما يقلبو على مراحيض مقارنة مع مقابر الاجانب خارج المغرب كتلقاها بحال حدائق تتشهى تجلس فيها من جمالها ومناضرها و زهور مغروسه فيها مقارنتا مع مقابرنا الوسخ و المزابل والشوك و ضرg وروائح كريهه لي كتكون في اماكن قضاء الناس لحاجتها اما القبور لي حفروها باش يبنيو فمكانها قنطره او بنايه فين هي ديك الجثت او رفات والدي الله يرحمه مدفون في مقبرت الشهداء بالرباط ومالقيناش قبره بعد ما شيدو القنطره وفين هي رفاته ولا حرمت الموتى ما عندهاش قيمه فبلادنا؟

  • Samir
    الأحد 10 فبراير 2013 - 14:29

    This is the truth. Moroccan living in Leicester

  • ben
    الأحد 10 فبراير 2013 - 15:36

    "وقد تم اكتشاف ذلك بعد أن طابقت ميتوكوندريا الحمض النووي المستخرجة من العظام" للتصحيح فقط ليست هناك متكندريا في الحمض النووي بل العكس الحمض النووي المتواجد في المتكندريا

  • كاره الضلام
    الأحد 10 فبراير 2013 - 18:50

    هدا الحدث يجب ان يكون الفصل السادس في مسرحية شكسبير عن ريتشارد التالت، شكسبير خلق شخصية خارقة من غلوسستر،رجل احدب و بشع الخلقة و فيه كل المخازي التي يمكن ان يتصف بها انسان،خيانة و غدر و طمع و اجرام و تغرير و قسوة، لكن الرسم المفترض الدي وضعه العلماء لوجه الملك كان مخالفا لوصف شكسبير،اد يبدو دا وسامة لا باس بها،فهل نصدق العلماء ام العبقري المتنبئ؟يبدو ان الخيال اكتر جادبية من الواقع و لن نرى ريتشارد التالت الا كما وصفته المسرحية .

  • youssef from qatar
    الإثنين 11 فبراير 2013 - 11:25

    الخوف من تشوه الحقائق مع مرور والزمن وتضيع قبور بعض الشخصيات التي صنعت التاريخ كقبرالقائد الكبير يوسف بن تاشفين رحمه الله الذي يعاني من اهمال شديد في مدينة مراكش

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس